شهرية ..مستقلة

الصعيدية تضرب نار

0

سعاد سليمان

يا جمال يا جمال

انا  نفسي اتطوع واضرب نار

لما قابلته ع الزراعية

ولما قابلني ع الزراعية

خفت اضحك له السنة تبان

يا جمال يا جمال

صدق او لا تصدق أن هذه الأغنية التي ربما لم ولن تسمعها أبدا في حياتك هي اغنيه صعيديه تغني في الافراح ؛ تغنيها النساء ليلة الحنة ؛ وجمال المقصود هنا هو بالطبع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ؛ وقد سمعت الاغنيه وانا طفله صغيره واختفت منذ منتصف السبعينات ؛ ويبدو أنها ظهرت بعد أو أثناء العدوان الثلاثي على مصر ؛ وسجلتها ذاكرتي العنيدة ؛ ورغم كثرة اغاني الموروث الشعبي الصعيدي الذي ينتمي بمحاسن العروس و حسبها ونسبها ومقدار ما دفع لها من أموال وذهب وحرير ؛ واخري تتغزل بحلاوة العروس من منبت شعرها لأطراف ارجلها ؛ فكيف انبثقت هذه الأغنية وفرضت نفسها علي افراح الصعيد البعيدة عن دائرة السياسة واخترقت جلسات نساء الصعيد التي تري أن البعد عن الحكام غنيمة ولا يفهمن في ابجديتها ؟ كيف مزجت ما بين السياسي والوطني والعاطفي؛ ورصدت بعضا من تقاليد وعادات الصعيد ؟

كيف وصل للمرأة الصعيدية في ظل عدم وجود وسائل إعلام قوية عكس ما يحدث الآن ما أحدثه جمال عبدالناصر في حياتها لدرجة أن تغني له ؛  وتريد التطوع و تشارك بضرب النار ؟

ربما للقرابة الجغرافية فمن المعروف أن الزعيم جمال عبدالناصر صعيدي من بني مر  باسيوط ؛ اذن هو الرجل الذي يحكم و” منهم فيهم ” يحكم لصالحهم ؛ يهتم بامرهم ؛ يوزع فدداين خمسة لكل فلاح ؛ حتى من لم يأخذ منهم حتي قيراط ؛ فقد عرف أن له حقوقا كانت مهضومة ؛ وأنه كااجير له حق أجرة عرفه ولم تعد السحرة وجود

أما من حصل على الخمس فدداين فقد تحول إلى صاحب ملك ؛ يحوز أرضا يزرعها بنفسه ؛ عائدها له ولاولاده وزوجته التي تشاركه الزرع والقلع وتدابير الحياة ؛ ولكن الاغنيه لابد ان تكون مبهجة ؛ بل ويتم الرقص عليها في دائرة النسوة اللاغ يتحزمن مبتهجات علي ايقاع الدق علي الطبلة الذي يرافق ايقاع الاغنيه ؛ واين الحب والرغبة  والعلاقات العاطفية ؟ نحن مازلنا في فرح ونرقص ؛ فتكمل اغنيتها الجميله التي تحوي كافة عناصر الاغنيه مابين وطنية وعاطفية واجتماعية ؛ تحكي لما قابلت من تحب على الزراعية وقابلها خافت أن تضحك فتكشف مدي فرحتها  ويعرف مكنون قلبها ؛ وكشف الاسنان اثناء الضحك خاصة للمرأة في الصعيد يعتبر عيب وقلة احتشام ؛ و لابد لها أن تخفي هذا الجزء من الوجه ‘ ‘ الفم ” عند الضحك أو الكلام بطرحتها السوداء ؛ فهذا دليل حياءها الذي يعرفه الجميع ولا يتنازل عنه الرجل ولا يغفر لمن تتنازل عنه أبد ؛ ومن تفعل تصبح ” قادرة وفاجرة ” ولا تؤتمن علي عرضه ..

يا جمال يا جمال….وبانتهاء عصر جمال لم تغني المرأة الصعيدية لأي رئيس حكم مصر منذ رحيله وحتى الآن.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق