شهرية ..مستقلة

الاحتشاد العسكري غير المسبوق ينذر باشتعال الحرب

اعداد - العزب الطيب الطاهر

0

تواجة المنطقة العربية حالة احتشاد عسكرى غير مسبوقة  فيما يشبه اشتعالا لنيران غير قابلة للسيطرة عليها..فثمة قوات من كل صوب وحدب تنتشر من الشرق والغرب ومن محيط دول الجوار , ووصل الأمر الى انتشار ميليشيات مذهبية وطائفية ليست من أبناء العرب فحسب  ،وإنما من العجم أيضا من دول آسيوية :باكستان وأفغانستان وجمهورية سوفيتية سابقة  بل هناك ميليشيات جاءت الى سوريا من شيعة الهند  ،الى هذا الحد أصبح دفتر أحوالنا العربى مسودة صفحاته ببقع الدماء وصورالضحايا التى  تشير الى  مئات الألوف من شبابنا ورجالنا ونسائنا وعجائزنا وبالطبع أطفالنا، فضلا عن صور المدفوعين للهجرة قسرا الى خارج حدود الوطن ,الذين يتعرضون لأسوأ أشكال الحط من الكرامة الإنسانية ،ثم جاءت الضربة الثلاثية بمشاركة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على مواقع سورية لتضيف المزيد من علامات الاستفهام على مخاطر الاحتشاد العسكرى الأجنبى فى المنطقة بكل ما تحمله من تداعيات وآثار على خارطة الصراع فى هذا البلد العربى المهم .

الحروب الأهلية والطائفية والمذهبية تشهر سيوفها فى المنطقة منذ أكثر من سبع سنوات ،غيرأنها فى السنوات الأخيرة تدفقت اليها عناصرممن يسمون بالمقاتلين الأجانب من أوربا وغيرها للالتحاق بتنظيم داعش الذى أعلن دويلته فى المنطقة فى مساحات شاسعة بسوريا والعراق ,صحيح أنه تم القضاء على هذه الدويلة , بيد أن ظلالها وخلاياها النائمة ما زالت تفرض سطوتها وآثارها ودماءها  ،وهو ما تزامن معه تشكيل التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة ويضم 40 دولة  ،والذى انتشرت قواته وقواعده الجوية فى كل من سوريا والعراق ،والبلدان فيهما أيضا قوات من إيران وتركيا  ,والأخيرة احتلت منطقة بأكملها شمال سوريا هى عفرين وتستعد للإنقضاض الى مناطق أخرى  ،وروسيا تفرض سيطرتها العسكرية الصارمة على مناطق عدة فى سوريا منذ العام 2015 ,ما أدى الى قلب المعادلة العسكرية لصالح النظام الذى يستقوى ليس بالوجود العسكرى الروسى ،ولكن بدعم وإسناد إيرانى ومليشيات أخرى أهمها ميليشيا حزب الله .

فى اليمن يبدو الاحتشاد العسكرى الخارجى واضحا وملموسا ،فهناك التحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية  ،والذى يضم الى جانبها تسعا من الدول العربية ….وإيران من ناحيتها تقدم دعمها وإسنادها لميليشات الحوثيين الى حد تزويدهم بصواريخهاالبالستية التى باتت تهدد الأمن الوطنى للسعودية بعدما وصل عدد الصواريخ التى أطلقت عليها  – حتى كتابة هذه السطور – الى نحو 120 صاروخا ،ورغم التعامل معها الا أنها تعكس جانبا من حالة الاحتشاد العسكرى .

وفى ليبيا ..الأوضاع ربما أقل فى معدل سيولتها العسكرية ,فليس ثمة وجود عسكرى أجنبى واسع النطاق ..هناك قوات بريطانية وإيطالية وربما فرنسية فى مواقع محددة ،لكن الاحتشاد العسكرى منوط بالداخل المنقسم بين مؤسستين عسكريتين , والعديد من الميليشيات المسلحة وبعضها لديه نزوع إرهابى تم تقليص مخاطره فى بعض المناطق , لكنه متفاقم فى مناطق أخرى؟!

فى ضوء كل هذه المعطيات..الى أى مدى يهدد هذا الاحتشاد العسكرى الأجنبى الأمن القومى العربى  ؟وكيف يمكن التخفيف  من حدة آثاره  ؟وما هى التداعيات المرتبطة به؟

هذه الأسئلة وغيرها ..طرحناها  فى “الزمن “على خبيرين استراتيجيين يجمعان بين الرؤية النظرية والعمل الميدانى  ومتابعة الواقع الراهن بكل مفرداته ..وهما واللواء الدكتورمحمد مجاهد الزيات مستشار المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط ,وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ..واللواء الدكتور ناصر سالم مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، والرئيس السابق لجهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية المصرية…وهنا حصيلة الحوارين.

تابعونا …

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق