شهرية ..مستقلة

مصر وإسرائيل على رقعة الشطرنج

0

عادل سعد

التعادل بمذاق الهزيمة لليهود

الفريق الإسرائيلي بالكامل من شيوخ يهود اللعبة بالاتحاد السوفييتي

الفريق المصرى من شباب صاعد متوسط أعمارهم ثلاثين عاما

في درسدن كنت رئيسا لبعثة مصر الدولية ببطولة العالم للشطرنج أوقعتنا قرعة اليوم الثالث في مواجهة فريق إسرائيل،واتصلت ليلا برئيس الإتحاد المصري للشطرنج وقتها حسين نفادي – رحمه الله – لإبلاغ الخارجية المصرية  لتقدير الموقف ،لأن انسحاب الفريق المصري سيعرض مصر لمخالفة الشطب من المباريات الدولية لخمس سنوات ، وجاء القرار بأن نلعب المباراة.

وارتفعت لافتة إعلان المباراة بين الفريقين وكانت كالتالي : ( أحمد عدلي – باسم أمين – محمد عزت – خالد عبد الرازق – في مواجهة:  جلفاند – روبز – أفروخ – بوستني على التوالي )
فازت إسرائيل على مصر 2.5 – 1.5 ، وتزاحم اللاعبون والمدربون من كل العالم لمشاهدة المباراة بين الفريقين 
وخرج الجميع بانطباع بأن الفوز الإسرائيلي كان بطعم الهزيمة ، الفريق الإسرائيلي بالكامل من اللاعبين الروس من أصل يهودي بقيادة اللاعب الروسي جلفاند المصنف رقم 2 على مستوى العالم ، بينما الفريق المصري يتكون من لاعبين مصريين صغار السن ، بقيادة أحمد عدلي بطل العالم تحت 20 سنه وباسم سمير الثالث في بطولة العالم تحت 20 سنة وبطل البحر الأبيض المتوسط ، واللاعبين خالد عبد الرازق ومحمد عزت
تعادل باسم سمير وفاز خالد عبد الرازق في مباراة لا تنسى  أخرجت الروسي من دائرة المحفوظات، ليتورط في دور عشوائي مفتوح ويتفوق خالد بجدارة.

أول مباراة كانت بين مصر وإسرائيل في فندق السلام بمصر الجديدة عقب مبادرة السلام والغريب أنها لم تتحقق في زمن الرئيس السادات بل بعد اغتياله بستة أشهر تقريبا فى مارس 1982 وكان المهندس زين السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات وقتها رئيسا للاتحاد المصري للشطرنج ونائب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب .

 تعادلت  مصر مع إسرائيل تقريبا ولعب من الفريقين  فى تلك المباراة فريقان في مواجهة فريقين ومثل مصر فى الفريق الأول: عاصم عبد الرازق وفؤاد السيد وطارق فطين وأحمد حامد وفي الفريق الثاني: حسن خالد وأحمد يحيي ويوسف الغزالي وخالد فكري وكانت النتيجة في الشطرنج الكلاسيك 17- 15 لصالح إسرائيل بينما كانت في الشطرنج الخاطف 17- 15لصالح مصر وهكذا تعادل الفريقان تقريبا .

وكانت مصر حتى ذلك الوقت ليس لديها في الفريق أستاذ دولى كبير واحد وكانت إسرائيل أيضا من الدول غير المصنفة .

وعاد اللاعبون الإسرائيليون من القاهرة على وعد أن يرد الفريق المصرى الزيارة فى تل أبيب لكن هذا لم يحدث بل وحرص اللاعبين على إخفاء واقعة اشتراكهم بتلك المباراة.

تطورت قوة الفريق الإسرائيلي بسرعة بالغة خلال السنوات التالية لهذا اللقاء ولتقدير مدى قوة الفريق الإسرائيلي حاليا يكفي أن نقول أن إسرائيل جاءت في بطولة العالم في درسدن بألمانيا فى المركز الثاني بعد أرمينيا متقدمة على منتخبات عريقة في حجم روسيا والولايات المتحدة وانجلترا.

القوة الضاربة في المنتخب الإسرائيلي من اللاعبين اليهود الروس الذين حرصت إسرائيل على اصطيادهم وإغرائهم بالمال والجنسية عقب انهيار الاتحاد السوفييتي.

يتقدم هؤلاء اللاعب الدولي المخيف جلفاند المصنف رقم 2 على العالم.

ولبيان قوة هذا اللاعب يكفى أن نقول أنه صعد فى العام الماضى بعد تصفية شديدة القسوة للتنافس على اللقب مع بطل العالم الهندي أناند ودارت رحى المباريات وبعد 30 مباراة من الشطرنج الكلاسيكى انتهى التنافس بينهما بالتعادل فلجأ المحكمون إلى مباريات الشطرنج السريع ( الرابيدز) التي تمنح لكل لاعب عشرون دقيقة فقط للمباراة وانتهت 15 مباراة أخرى بالتعادل فاضطر الحكام للجوء للشطرنج الخاطف ( بليدز)  والذي يمنح لكل لاعب خمس دقائق فقط للمباراة وبعد خمسة عشر مباراة نجح الهندى أناند في الاحتفاظ باللقب بعد الفوز بفارق نقطة واحدة .

في لقاء إسرائيل مع مصر فى درسدن فاز جلفاند على أحمد عدلى لكن ومنذ ستة أشهر فقط تعادل الفريق المصري الشاب مع إسرائيل فى بطولة العالم للقارات بتركيا  بنتيجة 2-2 وكان من مفاجآت المباراة تعادل المصري الموهوب باسم سمير مع جلفاند بجداره ليصعد تصنيفه إلى واحد من أفضل ثلاثين أستاذ دولي كبير على مستوى العالم.

الصراع العربي الإسرائيلي لا يتوقف حتى على رقعة الشطرنج وتدرك إسرائيل أنها برغم وقوف مؤامرات الغرب من خلفها واعتمادها على خبرات ليست من صنعها سوف تجد حائط صد يسمى شباب مصر . لكن المحزن أن هؤلاء اللاعبين الأبطال صنعوا أنفسهم بمبادرات فردية ولا يلقون التقدير المناسب .

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق