شهرية ..مستقلة

هذا ما حدث في جلسة فتح وصية تنصيب سلطان عُمان الجديد

الهدوء والحكمة والسرعة في نقل السلطة قطع الطريق على كل رهانات الفتنة

0

خلال ساعات..إعلان الوفاة..وتسمية الخليفة..ودفن الجثمان الطاهر..وخطاب التنصيب للسلطان هيثم

في قاعة عمان بمنطقة البستان بالعاصمة العمانية مسقط ، أدى السلطان هيثم بن طارق بن تيمور قسم اليمين سلطانا جديدا لسلطنة عمان صبيحة يوم السبت الحادي عشر من يناير هذا العام خلفا للراحل العظيم السلطان قابوس بن سعيد الذي كان قد انتقل الى رحمة الله صباح الجمعة العاشر من يناير الماضي في جلسة مشتركة لمجلس عُمان – الذي يتكون من مجلس الشورى المنتخب ومجلس الدولة المعين – وبحضور كل من الوزراء والمستشارين وكبار قادة القوات المسلحة والأجهزة الامنية – ، وذلك تنفيذا لأحكام المادة السابعة من النظام الأساسي للدولة.
وينص القسم حسب النظام الأساسي للدولة:”بسم الله الرحمن الرحيم.. أقسم بالله العظيم أن أحترم النظام الأساسي للدولة والقوانين ،وأن أرعى مصالح المواطنين وحرياتهم رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه”.
كما ألقى السلطان هيثم كلمة فيما يلي نصها : بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله الحكيم المتعال المحمود على السراء والضراء على حد سواء، سبحانه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، يدبر الأمر ما من شفيع إلا بإذنه، منه المبدأ وإليه المرجع وله الحمد في الآخرة والأولى، والصلاة والسلام على خير أنبيائه ورسله وعلى آله وصحبه أولي الصدق والوفاء.
أما بعد،،فإن إرادة الله تعالى جارية في خلقه وإنا جميعًا إليه لراجعون .. لقد شاءت إرادة الله سبحانه أن نفقد أعز الرجال وأنقاهم المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور رجلا لا يمكن لخطاب كهذا أن يوفيه حقه وأن يعدد ما أنجزه وما بناه فلقد بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني وشيد نهضة راسخة تجلت معالمها في منظومة القوانين والتشريعات التي ستحفظ البلاد وتنظم مسيرتها نحو مستقبل زاهر أراده لها وأقام بنية أساسية غدت محطة أنظار العالم وأسس منظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل مما أدى إلى رفع مستوى معيشة المواطن العماني وأقام هياكل ثابتة ودائمة للتعليم بجميع مستوياته وتخصصاته فنهلت منه الأجيال وتشربت علمًا ومعرفة وخبرة فجزاه الله خير ما جزى سلطانا عن شعبه وبلده وأمته وأنزله منازل الصالحين وجعل مثواه في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر وهيأ لعمان أسباب العز والازدهار والتمكين.
أبناء عُمان الأوفياء:
إن الكلمات لتعجز والعبارات لتقصر عن أن نؤبن سلطانًا عظيمًا مثله وأن تسرد مناقبه وتعدد إنجازاته، إن عزاءنا الوحيد وخير ما نخلد به إنجازاته هو السير على نهجه القويم والتأسي بخطاه النيرة التي خطاها بثبات وعزم إلى المستقبل والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه هذا ما نحن عازمون بإذن الله وعونه وتوفيقه على السير فيه والبناء عليه لترقى عمان إلى المكانة المرموقة التي أرادها لها وسهر على تحقيقها فكتب الله له النجاح والتوفيق.
وعلى الصعيد الخارجي فإننا سوف نرتسم خطى السلطان الراحل مؤكدين على الثوابت التي اختطها لسياسة بلادنا الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات، كما سنبقى كما عهدنا العالم في عهد المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور داعين ومساهمين في حل الخلافات بالطرق السلمية وباذلين الجهد لإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم.
وسنواصل مع أشقائنا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قدما إلى الأمام.
وفي الشأن العربي سوف نستمر في دعم جامعة الدول العربية وسنتعاون مع أشقائنا زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف جامعة الدول العربية والرقي بحياة مواطنينا والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.
وستواصل عُمان دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم وسنبني علاقاتنا مع جميع دول العالم على تراث عظيم خلفه لنا السلطان الراحل عليه رحمة الله ومغفرته، أساسه الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مختلف الدول والمنظمات.
أيها المواطنون:
ما كان لبلادنا عُمان أن تحقق كل ذلك لولا القيادة الفذة للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – رحمه الله- والأسس الثابتة التي أقام عليها بنيان هذه الدولة العصرية والتفافكم حول قيادته واعتزازكم بما انجزناه جميعًا تحت قيادته الحكيمة ولولا ثبات ورسوخ الأمن وانتشار الأمان في ربوع هذه البلاد الذي ما كان ليتحقق إلا بوجود قوات مسلحة جاهزة وعصرية ومعدة إعدادًا عاليًا بكل فروعها وقطاعاتها وأجهزة أمنية ضمنت استقرار البلاد واحترام المواطنين فنحن نقدر دورها العظيم لضمان منجزات ومكتسبات البلاد ونؤكد على دعمنا لها واعتزازنا بدورها.
أبناء عُمان الأوفياء:
إن الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة وينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل ولن يتأتى ذلك إلا بمساندتكم وتعاونكم وتضافر جميع الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى وأن تقدموا كل ما يسهل في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء.
وفقكم الله ورعاكم وأسبغ رحمته وغفرانه على السلطان الراحل وجزاه الله خير الجزاء وجعل كل ما أنجز وقدم في ميزان حسناته عند رب كريم، وأعاننا الله على السير على نهجه وإكمال ما أراد تحقيقه لهذا الشعب العظيم، إنه نعم المولى ونعم النصير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك تقبل اسلطان هيثم بن طارق تهاني أصحاب السمو أفراد الأسرة المالكة والوزراء والمستشارين والقادة العسكريين وأعضاء مجلس الدولة وأعضاء مجلس الشورى بمناسبة تنصيبه سلطانا لعمان.وقد عزف السلام السلطاني كما أطلقتْ المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيَّة للسلطان الجديد.

الإعلان الرسمي عن الوفاة
كان ديوان البلاط السلطاني قد أصدر صباح ذات اليوم نعياً يعلن من خلاله رسميا عن وفاة السلطان قابوس بن سعيد نصه :(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي).
إلى أبناء الوطن العزيز في كلّ أرجائه، إلى الأمتين العربية والإسلامية وإلى العالم أجمع.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، وببالغ الحزن وجليل الأسى ممزوجين بالرضا التام والتسليم المطلق لأمر الله ينعي ديوان البلاط السلطاني المغفور له – بإذن الله تعالى – مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم الذي اختاره الله إلى جواره مساء يوم الجمعة بتاريخ الرابع عشر من جمادى الأولى لعام 1441 هـ الموافق العاشر من يناير لعام 2020 م بعد نهضة شامخة أرساها خلال خمسين عاماً منذ أن تقلّد زمام الحكم في الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1970 م وبعد مسيرةٍ حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها ، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة ، وأسفرت عن سياسةٍ متزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا.
وإذّ يُعلنُ ديوان البلاط السلطاني الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام ، وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين القادمة ليدعو الله – جلت قدرته – أن يجزي جلالته خير الجزاء ، وأن يتغمده بالرحمة الواسعة والمغفرة الحسنة ، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحَسُنَ أولئك رفيقا ، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان وحُسن العزاء ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، ويوقنُ به عباده الصابرون المحتسبون الراضون بقضاء الله وقدره وإرادته (إنا لله وإنا إليه راجعون).
صدر في 15 جمادى الأولى 1441 هـ الموافق 11 يناير 2020 م
بيان مجلس الدفاع
وفي نفس اليوم،أصدر مجلس الدفاع – الذي يتكون من قيادات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية – بيانا فيما يلي نصه:”بسم الله الرحمن الرحيم .. يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي”.. لقد قضت مشيئة الله عز وجل ان تفقد عمان والأمة الحكيم رمز السلام جلالة السلطان قابوس بن سعيد ، تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
أمام هذه اللحظة التاريخية من عمر عمان وعمق الأسى لهذا الحدث الجلل واستنادًا لما نصت عليه المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 101 / 96 وتعديلاته ،فقد انعقد مجلس الدفاع برئاسة الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني رئيس مجلس الدفاع بالإنابة وبحضور جميع أعضائه، وهم كل من الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك.والفريق سعيد بن علي الهلالي رئيس جهاز الأمن الداخلي.والفريق الركن أحمد بن حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة.واللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السلطاني العماني.واللواء الركن طيار مطر بن علي العبيداني قائد سلاح الجو السلطاني
العماني.واللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية.واللواء الركن خليفة بن عبدالله الجنيبي قائد الحرس السلطاني العماني.
وتنفيذًا للمادة 2 / أ من المرسوم السلطاني رقم 105 / 96 في شأن مجلس الدفاع، فقد قام مجلس الدفاع بدعوة مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم ، وسيظل مجلس الدفاع في حالة انعقاد، معاهدين الله بالثبات على الولاء والطاعة لما فيه خير هذا الوطن العزيز ورفعته.
جلسة فتح الوصية
كما أصدر مجلس الدفاع بيانا أخر ألحقه ببيانه الأول كان نصه:”يسترعي مجلس الدفاع انتباه المواطنين الكرام، بأنه وبالإشارة إلى البيان الأول الذي أعلن فيه عن قيامه بدعوة مجلس العائلة المالكة الانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، فقد تسلّم مجلس الدفاع هذا اليوم السبت بتاريخ 15 جمادى الأولى 1441هـ الموافق 11 يناير ۲۰۲۰ م ردًا كريمًا من مجلس العائلة المالكة تمثل في أن مجلس العائلة المالكة قد انعقد وقرر عرفانًا وامتنانًا وتقديرًا للمغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم رحمه الله، وبقناعة راسخة، تثبيت من أوصى به جلالة السلطان في وصيته، إيمانًا من مجلس العائلة المالكة بالحكمة المعهودة والنظرة الواسعة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وعليه أوكل مجلس العائلة المالكة لمجلس الدفاع القيام بفتح الوصية وفقًا لما نصت عليه المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة، واتخاذ الإجراءات لتثبيت من أوصى به جلالة السلطان بالتنسيق مع مجلس العائلة المالكة.
وبعون من الله وتوفيقه، فقد عقدت جلسة فتح الوصية في يوم السبت المؤرخ في 15 جمادى الأولى 1441هـ الموافق 11 يناير ۲۰۲۰م ، بحضور كل من الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزیر المكتب السلطاني رئيس مجلس الدفاع بالإنابة- والفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك- معالي الفريق سعيد بن علي الهلالي رئيس جهاز الأمن الداخلي – الفريق الركن أحمد بن حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة- اللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السلطاني العماني- اللواء الركن طيار مطر بن علي العبيداني قائد سلاح الجو السلطاني العماني- اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية- اللواء الركن خليفة بن عبدالله الجنيبي قائد الحرس السلطاني كما حضر الجلسة كلٌّ من الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة- خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى- فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العليا- فضيلة الدكتور صالح بن حمد الراشدي نائب رئيس المحكمة العليا- فضيلة الدكتور خليفة بن محمد الحضرمي نائب رئيس المحكمة العليا.
وتشرف مجلس الدفاع بحضور أصحاب السمو أفراد العائلة المالكة الكريمة، شهودًا كرامًا على الإجراءات. عليه فقد نال مجلس الدفاع شرف فتح الوصية وقراءتها بشكل مباشر على جميع الحاضرين الكرام، والإعلان بأن جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم حفظه الله ورعاه هو سلطان عمان.
تشييع الجنازة..ومجلس للعزاء
وكان العمانيون قد شيعوا فقيد الوطن والأمة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – بمقبرة العائلة بولاية بوشر بمحافظة مسقط،حيث تقدم المشيعين السلطان هيثم بن طارق بن تيمور أل سعيد ، كما حضر بمعيته أصحاب السمو أفراد الأسرة المالكة الكريمة والوزراء والمستشارون والقادة العسكريون وأعضاء مجلس الدولة وأعضاء مجلس الشورى وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وشيوخ وأعيان وجموع غفيرة من المواطنين.
وكان موكب الجنازة قد خرج من قصر “بيت البركة” – حيث توفي السلطان قابوس – إلى جامع السلطان قابوس الأكبر مرورا بشارع السلطان قابوس حيث اصطف المواطنون وأفراد القوات المسلحة على جانبي الطريق.
أقيمت صلاة الجنازة بجامع السلطان قابوس الأكبر حيث لُفّ جثمان المغفور له بإذن الله الطاهر بعلم السلطنة، وأمّ المصلين سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة.وقد تضرع الجميع إلى المولى سبحانه وتعالى أن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لوطنه وشعبه وأمته من خير وسلام ورخاء وازدهار وأن يسكنه فسيح جناته العُلى مع الصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا.
هذا..وكانت مراسم العزاء قد بدأت عقب تشييع الجثمان ودفنه،حيث استقبل السلطان هيثم بن طارق وفود المعزين من ملوك ورؤساء وكبار المسئولين بالدول العربية والإسلامية والدول الأخرى من مختلف أنحاء العالم.كما أعلنت جمهورية مصر العربية وعدد من الدول العربية الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام لمدة ثلاثة أيام.أما سلطنة عمان ،فقد أعلنت الحداد لمدة أربعين يوما تنتهي في العشرين من فبراير الجاري.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق