أجرى الحوار:مجدي أبو المجد
“الزمن” تحاور مايسترو جراحة الجهاز الهضمي
صرح طبي عالمي “تحت الانشاء” يطلب النجدة ..فمن يستجيب!
14 ألف طبيب شاب يتخرجون سنويا..رواتبهم لاتكفي ساندويتش وكوب شاي يوميا!
لماذا غابت العدالة في توزيع الموازنات السنوية على المستشفيات في مصر؟
مستشفيات القطاع الحكومي مالم ندرها بفكر القطاع الخاص ستمضي من فشل الى فشل؟؟
عشقت الموسيقى ..كنت أعزف على معظم الآلات..وهويت الهندسة لكنني أصبحت طبيبا!
لم يمنعني منصب والدي في التربية والتعليم من العقاب المدرسي..لم يكن هناك محسوبيات
تربينا على أيدى أساتذة متميزين فى الجراحة ..وشربنا منهم الصنعة
مصر الدولة ليست فقيرة.. لديها إمكانات هائلة ..ومشكلتنا سيطرة الاقتصاد السري؟
رغم عشقه المبكر للموسيقى وميوله الهندسية الا أن إرادة والده ورغبة والدته دفعا به الى دراسة الطب..لكنه لم يتخل عن تفوقه لاعتقاده بأن خيطا رفيعا يربط بين كافة العلوم،وأن الجدية والإصرار هما الطريق الاصوب نحو بلوغ النجاح في كافة المجالات.
ذات مرة..حينما كان تلميذا في المرحلة الإعدادية منحه معلمه “علقة ساخنة” لاعتراضه على ضربة عصا واحدة باكيا مرددا:”هأقول لبابا” الذي كان مديرا للتربية والتعليم أنذاك..لم يكن هناك محسوبية..!
يبدي استياءه من أوضاع المنظومة الصحية في مصر،والتي يعتقد بأنها تحتاج الى “ضربة فأس” حيث لم يعد مجديا التعامل معها بطريقة “القص واللصق”!
يا إبنى فى حاجتين وحشين جدا.. الفقر والغنى ..إنما الستر حلو..كانت تلك الكلمات الحكيمة لعمه اللواء طه العبيدي المدير الاسبق للكلية الجوية رحمه الله،والتي شكلت منهجا في حياة د.جمال العبيدي.
يلقبه البعض بـ”ماسترو” جراحات الجهاز الهضمي بينما يرى هو أن ما وصل اليه هو بفضل أساتذته ..وأنه تعلم على أيديهم كما يتعلم الصبي من الاسطى..وهو مانفتقده في العديد من المهن حاليا.
يعمل حاليا على انشاء صرح طبي عالمي مستندا بالكامل الى جهود المجتمع المدني،والذي تصل تكلفة تجهيزه الى ما يقرب من مليار جنيه تعتمد جميعها على التبرعات من رجال الاعمال.وهو الصرح الذي يخدم سبع محافظات في منطقة الدلتا لكنه يعاني حاليا من نقص الإمكانيات اللازمة لاتمامه،مطلقا صرخة استغاثة علها تجد من يجيب.
هو يعتقد أن مصر لاتزال بخير..وأنها دولة غنية جدا بمواردها وثرواتها ورجالها،لكنها تعاني من مشكلة “الاقتصاد السري” على حد تعبيره.
تاليا.. تفاصيل الحوار الذي أجرته “الزمن” مع الأستاذ الدكتور جمال العبيدي؟
البرنس..بين الطب والموسيقى
– يقول أصحاب المدرسة الطبيعية أن الإنسان نتاج التفاعل بين الوراثة والبيئة..فكيف كانت ظروف هذا التفاعل بالنسبة للأستاذ الدكتور جمال العبيدي؟
كان والدي أحد رجال التربية والتعليم بالمنزلة في محافظة الدقهلية مؤمنا بأهمية التعليم ،و لم يكن وحده فقد نشأت وسط عائلة من المتعلمين ،فحتى من زمن الأجداد كانت قضية التعليم بالنسبة لنا مهمة جدا لأن المتعلم شخصية مؤثرة فى المجتمع كما أن التعليم ينقل الشخص الى منزلة أرقى حتى أن بيتا شعريا لايزال يتردد على لسان الكثيرين : العلم يبني بيوتا لا عماد لها،والجهل يهدم بيوت العز والكرم،كما أن وصية الرسول الكريم : اطلبوا العلم ولو في الصين.
حرص والدي على أن نتعلم – أنا وإخوتي الأربعة- فأنا طبيب وهناك “إسماعيل” الجيولوجى فى البترول ، و “عصام” الضابط فى القوات المسلحة ،وكذلك تخرج شقيقي صلاح وشقيقتي وسام من كليات جامعية .
أما والدتي فكانت قصة أخرى ،فبرغم أنها غير متعلمة حيث كانت قد خرجت من التعليم برغبة والدها باعتبارها البنت الوحيدة مع خال واحد ،إلا أنها – رحمها الله – كانت تتمتع بذكاء شديد لديها القدرة على أن تضبط إيقاع عائلة بل وتستطيع أن تدير مدينة.
اذن ..تلك المهارات الإدارية والمعروفة عنك هي إذن ميراث من الأم؟
أنا نتاج الوالد والوالدة.. الوالد بحبه للتعليم والوالدة بإدارتها الحكيمة.
ولماذا اخترت مهنة الطب ؟
فى مراحل التعليم الأولى – إعدادى وثانوى – كنت مهتما بالفنون ،فقد كانت المدارس الحكومية تضم صالات للموسيقى والانشطة لم تعد موجودة الآن حتى في المدارس الخاصة ،فقد كانت المدرسة مؤسسة حقيقية للتربية ..فيها صالات موسيقى وقاعات للرسم وملاعب كرة قدم وحلبة ملاكمة ..وسنويا كنا نقيم حفلا في نهاية العام الدراسى .
مدرس الموسيقى كان أسمه محمد عبد العظيم – وهو من الإسكندرية – وهو موهوب في النشاط الموسيقى والقدرة على جمع الطلاب وأنا منهم حول حب الموسيقى أنا مثلا كنت أعزف على معظم الآلات..أيضا كانت هناك قصور للثقافة فى كل المدن وعرض الأستاذ أن أستكمل هوايتي بعد المدرسة في قصر الثقافة ،
لكن “المزيكا” مسار لم يعجب والدى ،فقد كان العمل بالفن يعتبره بعض الآباء “عيبا”، فاضطررت بناء على رغبة والدى للتركيز في المجال العلمي. لكن تأثير الوالدين لم يتوقف فقد حصلت على الثانوية العامة بمجموع مرتفع، وكنت غاوى هندسة لكن والدتي تدخلت هي الأخرى لتقول:”ابن عمك دكتور لازم تبقى دكتور”!
كانت هناك الغيرة بين العائلات وهكذا دخلت طب المنصورة في عام 1971طبقا للتوزيع الجغرافى وقطعت المشوار فكنت من الاوائل وتعينت نائبا ثم معيدا فى الجامعة وهكذا ..
فى أيامنا هذه يقولون ابن الأستاذ لا بد أن يرث كرسى أبيه هل كانت تلك الروح موجودة في زمانكم؟
لا .. فالحقيقة أن كل مراحل التعليم كانت تؤهلنا للاعتماد على أنفسنا بلا واسطة ..فقد كان والدى مديرا لمنطقة التربية والتعليم فى المنزلة ومع ذلك كنت أعامل كتلميذ عادى ،ولم يكن يمثل أى نوع من الخوف أو الرعب لأى معلم ..وفى الصف الرابع الابتدائي لم أكن الأول برغم أننى كنت تلميذ ا شاطرا ،وكان الأول على الفصل زميل آخر متميز جدا يحصل على الدرجة النهائية ،وأنا أقل بنصف درجة وكنت دائما أنال عصا أو اثنتين من مدرس الفصل! ..ولأول مرة فى حياتى أنطق وأقول باكيا “والله لأقول لبابا”.!
تأمل المدرس هذه العبارة جيدا ثم قال : أنت هتقول لبابا ؟ وظننت أنه خائف فقلت : نعم…. فقام على الفور باستدعاء عامل المدرسة “عم محمد الله يرحمه” قائلا : “تعال مد هذا الولد”..وكان نصيبي علقة ساخنه بينماالمدرس يردد في ثقة : “أنا عايزك تقول لبابا”؟
كان للمعلم قيمة علمية وقامة ،وهو المتصرف الوحيد فى مستوى الطالب علما وخلقا ،ولا دخل لولى الأمر في ذلك حتى لو كان من كبار رجال التربية والتعليم . والحقيقة الوضع الآن مختلف تماما.
الاسطى والصبي
دراسة الطب مكلفة جدا وتشكل عبء ؟
لا ..أيامنا كان الطالب المتفوق من يحصل على درجات أعلى من 85% وكانت الدولة تمنحه مكافأة تفوق 85 جنيها فى العام.. أيامها كانت مصروفات المدينة الجامعية 5 جنيهات والطالب يأكل ويشرب وينام ..فتصور قيمة 85 جنيها “….” لكن للحفاظ على تلك المكافأة لابد الحصول على تقدير فوق الجيد جدا ،والحمد لله نجحت في الاحتفاظ بالتفوق،ولم أشكل عبئاعلى والدى ،فحتى الكتب الدراسية كنت أحاول دائما أن أوفر من المكافأة كل متطلباتى وأسدد رسوم المدينة الجامعية.
كيف تميزت فى دراستك العلمية بكلية الطب بينما أصلا ميولك للهندسة ؟
العلوم والرياضيات قريبان من بعضهما، والطالب المجتهد قادر على التفوق في المجالين ..الفرق أن الرياضة تحتاج للفهم أكثر بينما العلوم تحتاج للحفظ أكثر ،ولو كان الاثنان موجودين لدى الإنسان ستكون المسألة العلمية مثالية.
يصفونك بأنك “برنس جراحة الجهاز الهضمي”.. لماذا ؟
لا والله أنا لست وحدى ..نحن مؤسسة وتربينا على أيدى أساتذة متميزين جدا فى الجراحة ،و”شربنا منهم الصنعة”، ولم يكن أمامنا عقبات أو مشاغل أخرى فأعباء الحياة كانت بسيطة على عكس الوضع الحالي،فأنا أشفق على خريج الطب لأن أعباء الحياة باهظة بينما يريد الشاب شراء شقة ليتزوج ..تلك الأعباء كانت أيامنا ليست ضخمة حيث يمكنك بمبالغ معقولة توفير شقة سواء إيجار أو تمليك ،وأيضا تكاليف الزواج لم تكن مرهقة ،وكان تركيزنا كله في العمل ،ولم تكن الاموال همنا الأول ،وكان ما يعنينا أكثر هو أن نتعلم ونمارس الجراحة ،نتعلمها جيدا ونلتقط من الأساتذة ومن الزملاء المهارات الجراحية.
العصر الآن مختلف.. الشباب يعاني من ضغوط ،فهو يريد أن يتزوج – شقة ومهر وجهاز- ولم يعد كل تركيزه في التعليم ،وهذا لم يحدث فى الطب فقط بل فى كل المجالات .. زمان كان هناك دائما ثنائية “الأسطى والصبى” فى أى مهنة لنقل المعرفة.
حكمة المثل الأعلى
ننتقل للمرحلة الأعلى قليلا ..مرحلة ادارة دكتور جمال العبيدى لمركز جراحة الجهاز الهضمى الذي كان قد أصابه الوهن ..الآن يتجدد دون حاجة لانتظار إمكانيات خاصة أن الدولة ظروفها لا تسمح ..البعض اعتبر هذا مجازفة بمستقبلك وبعيادتك الخاصة؟
كان عمى اللواء طه العبيدى – الله يرحمه – مديرا للكلية الجوية حكيما جدا وتعلمت منه الكثير ..كان يقول دائما : “يا إبنى فى حاجتين وحشين جدا: الفقر والغنى إنما الستر حلو”.
الحقيقة هذا مبدأ جيد جدا ..فالفلوس الكثيرة مشكلة أيضا لكن لا أحد يفكر بهذه الطريقة فى هذا الزمن فالكل تقريبا أصبح طوال الوقت يتصارع على المال بشكل غريب لكن لا احد منهم يسأل نفسه :ماذا سيفعل بالمال؟ فالمسار مهم جدا ..والاهم “انك مستور” وأن جزء من حياتك يحقق ما يطلبه الله منك بأنك خليفته.. والخليفة هو من يعمر الارض،وكل إنسان يمكنه بالعمل أن يصبح خليفة.. الفلاح خليفة ،والمهندس وكذلك الطبيب ،كل منا على قدر طاقته واستطاعته ،فالمال بحد ذاته ليس هدفا فسوف نسأل عنه ،ثم فى النهاية يمكن أن يفسد أخلاق أولادك؟؟
من هم أولادك ؟
عندى أحمد تخرج من الكلية وهو مجند بالقوات المسلحة حاليا ، وخالد فى ثالثة كلية طب أسنان.
الاثنان لم يلتحقا بكلية طب مع أن المفترض أن كرسى والدهما ينتظرهما؟
لا .. الحقيقة كان ممكن يدخلا الطب لكنهما يعرفان جيدا أن نمط حياتى متعب جدا ،وبالذات فى تلك الأيام حيث مشوار الطب أصبح صعبا ماديا ومعنويا.
حتى فى ظل التكنولوجيا والكمبيوتر والانترنت؟
التعليم ليس تكنولوجيا وكمبيوتر فقط ..مشوار الطب طويل تسجل ماجستير ودكتوراه ،وتؤهل نفسك لسوق العمل حيث الصراع ضخم جدا لا يرحم ،وأي شخص غير مؤهل سيموت ويفشل ..مشوار الطب أطول مشوار تعليمي فى مصر يتطلب تأهيل قوي فحتى بعد التخرج تنتظر فترة لا تقل عن 10 سنين لتتأهل لسوق العمل.
ضربة فأس
– في وسط كبار الأطباء تدور أحاديث عن المغالاة في الأجهزة والتكاليف الطبية وأسعار الكشف و الجراحات..ويبدو أن الفقير ليس له علاج إلا الموت”….” هل قانون التأمين الطبي الجديد يمكن أن يصبح أملا للبسطاء؟
يقول العبيدي مستنكرا :لا ..لا تزال مصر بخير ، وهناك ناس تراعي ظروف الفقير ،لكن لدينا مشاكل ..ودعنا نبحث المسألة من خلال شقين أحدهما يمس الخريج وعمله ومرتبه ،والاخر الصحة كمنظومة ، فوزارة الصحة المصرية منظومة ليس لها مثيل في العالم كله، مستشفى جامعة ومستشفى صحة ،ومستشفى كهرباء ومستشفى سكة حديد ،ومستشفى جيش ومستشفى شرطة، ومستشفى أوقاف ووزارة الصحة ،مهما كان لن تتمكن من السيطرة على منظومة بكل هذا التشتت و التفرق..المنظومة الصحية كلها بحاجة لـ”ضربة فأس” لإصلاحها؟!
في أي بلد في العالم هناك كيان اسمه وزارة الصحة أو الهيئة الصحية المشرفة على صحة المواطن.. وكل المستشفيات مربوطة على حزام وزير الصحة أو المسئول عن الصحة في البلد ،والأطباء حين يتخرجون يصبحون تابعين لوزارة الصحة ، كذلك موازنة الصحة توزع على المستشفيات بحق وعدل، هناك مستشفيات في مصر تحصل على موازنة ضخمة جدا جدا بينما أخرى تنال موازنات “أي كلام”.. ولذلك لدينا شكوى دائما من نقص الإمكانيات بسبب سوء التوزيع.
أما مشكلة الأطباء فالحقيقة الأطباء ليس لديهم فرصة.. 14 ألف طبيب يتخرجون كل سنة فأين تدرب كل هؤلاء؟ التدريب ثم التكليف ثم الأجر؟؟؟
الطبيب المبتديء أجره لا يزيد عن ألفين جنيه لا تكفي مواصلات “ولو شرب شاي أو أكل ساندويتش ستلاحقه الديون”.. والحقيقة بدأنا نلاحظ في الفترة الأخيرة هجرة الأطباء الشباب لبلاد العالم للبحث عن حياة ظروفها أفضل!
السؤال ما الذي يحرم الطبيب من فرص التعليم الجيد كما السابق؟.. والإجابة : أن الطبيب الشاب يلهث خلف حياة اجتماعية معقولة ليرتدى لباسا جيدا ويكون لديه شقة معقولة ،والملاحظ أن الراتب الحكومي لن يمنحه ذلك ،وبالتالي يضطر للبحث عن فرصة عمل أخرى في مستشفيات خاصة أو مستوصفات مساجد ليزيد دخله ،وبالتالي ليس لديه أي فرصة ليتعلم جيدا ، والحقيقة المؤلمة لا المستشفيات الجامعية قادرة على استيعاب العدد الضخم جدا من الخريجين سنويا لتدريبهم ..ولا الطبيب الخريج لديه الاستعداد النفسي ليصبر حتى يتعلم ويتدرب ويؤهل نفسه خاصة إذا كانت هناك ضغوط اجتماعية أخرى .. كأن يكون من أسرة فقيرة على سبيل المثال.
حلول جذرية
الدكتور جمال العبيدي..ماذا أنت فاعل لو حملت حقيبة وزارة الصحة .. ما الخطوط الرئيسية التي سيضعها لمنظومة الصحة على المديين الطويل والقصير ؟.
منظومة الصحة فى مصر تحتاج حلا جذريا.. القص واللصق لن يجدى – وهو ما نفعله الآن- فالصحة السليمة أن كل المستشفيات تنضم لمنظومة واحدة ،وموازنة الدولة توزع على المستشفيات بعدالة لأن مريض مستشفيات الجامعة هو نفسه مريض المستشفيات العامة ،ومريض مستشفى الكهرباء هو نفسه مريض مستشفى المنزلة ،وكل مريض يحتاج رعاية وإمكانيات جيدة، أيضا ينبغي إعادة النظر لإعداد الأطباء في المستشفيات ،وأعتقد أن الدولة تدرس هذا حاليا وفي كل المستشفيات الجامعية والتعليمية الأعداد مكدسة أكبر من المطلوب فنحن لسنا بحاجة لكل هذه الأعداد.
ولو كنت وزيرا للصحة سأطلب من رئيس الوزارة التي تدير الدولة إلا تكون المستشفيات تابعة لجهات متعددة لأن الصحة تعني الصحة ..وينطبق هذا على كل المستشفيات. وطبعا بعض المستشفيات سيحتاج إعادة تأهيل.
فعندما توليت مسئولية إدارة مركز الجهاز الهضمي حرصت على تأهيله ليرجع كما كان سابقا،وأفضل، فالعمليات تضاعفت وكذلك درجات العناية المركزة وعملنا دور سابع وإجراءات أخرى في المستشفى ليس بهدف أن تنال اعجاب الناظرين.. تقول الله المستشفى جميل ..وانما الهدف الأساسي علاجى ،وإذا لم تستطع المستشفى أن تنافس القطاع الخاص فهي إذن فاشلة.بمعنى آخر القطاع الحكومي إذا لم يدر بفكر القطاع الخاص فهو يمضي من فشل إلى فشل.
تلك الفكرة كانت في رأسي عندما توليت مسؤلية مركز الجهاز الهضمي ،فبدلا من العمل من الصباح حتى الثالثة ممكن نعمل وقت خاص من الساعة الثالثة لصباح اليوم التالي كي نضمن تحقيق دخل للأطباء دون الحاجة للاعتماد دوما على موازنة الدولة ..وكنا عندما نحتاج مليون جنيه نبحث عن 50 واسطة لوزارة المالية بينما نوفر هذا المبلغ حاليا بعملى وبمجهودي أنا وزملائي الأطباء…فما الذي يمنع من تحقيق الأرباح ،أنت كطبيب تجتهد وإمكانياتك أفضل من أي مستشفى قطاع خاص فلماذا لا تعالج مريضك هنا؟؟ أنا سوف تستفيد كمريض، وحضرتك كطبيب تنال الأجر المناسب كما تريد،لكن المؤسف أن هذا الموضوع قوبل بالرفض الشديد من قبل الإدارة الجامعية و كلية الطب لأن لدينا ميراث الخوف من التجارب الجديدة.
لكن القرار الذكي جدا الخاص بإنشاء وحدات طبية ذات طابع خاص – مثل وحدات الجهاز الهضمي والكلى والمراكز الطبية المتخصصة في المنصورة – يسمح في لائحته بأن تعمل وتنطلق في البحث العلمي فتخلصت من قيود إدارية عقيمة تعرقل المستشفيات الحكومية، فالآن يمكننى التنافس مع القطاع الخاص ، و المرضى بدلا من المستشفيات الخاصة سيراجعون المركز الحكومي الذي يدار بفكر القطاع الخاص حيث لا يمكن النجاح بقيود الحكومة المفروضة .
رئيس الجمهورية قال ذات مرة ساخرا: هل سأنتظر سبع سنوات إن شاء الله لما تعملوا مناقصة ؟
لا أنت انتقيت مدير كفء ووثقت في قدراته فامنحه الحرية في اتخاذ القرار السريع باستعمال الأمر المباشر ليتطور وحاسبه أيضا ،فهناك جهات رقابة ومحاسبة، لكن عليك أن تساعده لينطلق ويبدع ويفكر خارج الصندوق ،ولابد من التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني ،فإذا أراد المجتمع المدني أن يستثمر في هذه المستشفيات الحكومية ما المانع ؟ عندنا علاج اقتصادي وعلاج بأجر ..ويمكن أن يساهم بجهاز أشعة وندرس أنت كم ستحصل وأنا كيف استفيد ..يعني فكر تطوير العمل يجب أن يكون مستمرا.
ليست فقيرة
هل مصر دولة فقيرة؟
لا طبعا ..ربما الشعب فقير إنما الدولة لديها إمكانات وأموال هائلة ولابد أن تستثمر .مشكلة الدولة أن “الاقتصاد السري” مسيطر على البلد “…” يعني اقتصاد غير معروف فليس كل الأموال ظاهرة في البنوك أو المؤسسات ،و الاقتصاد السري لا تستطيع الدولة إن تجني منه الضرائب ..والشعب شكله فقير وهناك أزمة إدارة في موارد الدولة.
على خريطة مصر ستجد الموقع الجغرافي مميز جدا ،نطل على بحار متعددة وبحيرات ولدينا صحاري شاسعة بها موارد من المعادن والرمال ،ولابد أن تتجه الدولة للتصنيع ،وهذا كان اتجاه عبد الناصر في الخمسينيات والستينات، ولم يكن هذا خاطئا كما يدعي البعض.
الدكتور جمال حمدان – رحمة الله عليه – قال منذ أكثر من 60 عاما مصر ليس لها مستقبل زراعي لأن النيل لا يرد من أرضنا وقد بدأت تلك المشكلات مع سد النهضة ومنابع النيل تلك الدول ستتوسع في الزراعة ويزيد فيها السكان واستهلاكهم للمياه غصبا وهناك توقعات إن النيل سينسحب إلى الصعيد في عام 2050 م؟؟
وحتى الآن رزقنا الله بالنيل لنشرب منه ونستحم وهناك محاولات للزراعة على مياه الآبار.. لكن يصعب أن تقول والله المياه الجوفية تكفينا ولكم من السنوات؟؟ 90% من أرض مصر صحارى وأكيد هذا يفرض أن تتوسع وتنطلق في مجال الصناعة.
نعود للحديث عن الطب ولو رجعنا لتجربة الإدارة 99% من المديرين في مصر فاشلين ويتحججوا بأعذار على رأسها الروتين وفي وحدة الجهاز الهضمى تمكنت من كسر الروتين وصنعت ما يشبه المعجزة حتى أنك استقطبت رموز المجتمع المدني لتعاونك؟؟
هؤلاء لا تربطني بهم أي علاقات شخصية ناس خاطبتهم وأيقظت بداخلهم روح العطاء فجاءوا متجاوبين مرحبين.. وأنا شخصيا شاهدت بعضهم الذين لم أكن أتصور أبدا استجابتهم . لأنهم رأسماليين يريدون جنيهات وفقط..لم أتول منصبا إداريا من قبل لكن عندما توليت الإدارة ترأست مشاريع ضخمة جدا.
في المستشفى 140 سرير و170 موظف و160 ممرض وممرضة وحوالي 120 عامل وعاملة العبء ضخم جدًا ..ولذلك خطرت الفكرة بأن أصلح الجهاز الهضمي لأنتج أكثر.. قررنا كمجموعة من الأطباء اصلاح الجهاز الهضمي ،وكانت الفكرة أن ننشئ عيادة خارجية جديدة ونجري عمليات جديدة ونجدد الأقسام الداخلية و غرف العمليات ..لكن كيف يتحقق ذلك بينما الموازنة لا تكفيني أصلا ؟؟…بعدها بدأت اتوجه لشخصيات المجتمع المدني..أدعوهم للتعرف على الجهاز الهضمي وأماكن القصور ..أقول لهم :أنتم رجال أعمال والمريض لا يجد تحليل ولا منظار ولا مكان سرير فكان أن وثق الكثيرون من بينهم في كلماتي وصدق توجهاتي فبدأوا بتقديم تبرعات معظمها عينية.
ومن أجل تقنين العمل ،أنشأنا جمعية أهلية اسمها جمعية “أصدقاء مرضى الجهاز الهضمي” كي نتمكن من خلالها من مساعدة مركز الجهاز الهضمي.. وبالفعل أصلحناه لكن لم ننجح في تنفيذ فكرتي الخاصة بادارة الجهاز كالقطاع الخاص أو على الأقل جزء منه ،وأن أستقبل المرضى خلال فترة ما بعد الظهر حيث من الممكن الاستفادة منهم لتطوير الجهاز الهضمي وتجديد أجهزة الأشعة والمناظير ومعالجة مشكلة نعيشها.. وهكذا قررت المضي في الموضوع ..وفي خلال سنة ونصف تقريبا جددنا الجهاز الهضمي بما يشبه التجديد الشامل بإقامة عيادة خارجية واسعة جدا بديلا للسابقة التي كانت تشغل فقط ثلاث غرف فأصبحت 12 غرفة ..وأضفنا غرفتين للعمليات ،وأصبح لدينا دورا سابعا خاصا للزرع ..ومطبخ ومغسلة على أحدث طراز وعناية مركزة زيادة.
اتهام لايليق؟
بعض القيادات الطبية في المستشفيات الكبيرة مثل مستشفى الجامعة وغيرها يتعمدون تعطيل بعض الأجهزة المخصصة لخدمة الناس لصالح سوق القطاع الخاص ؟
هذا إتهام لا يليق.. وأعتقد أنهم لا يتعمدون التعطيل لكن لا توجد سرعة في الصيانة ..فجهاز الأشعة عندما يتعطل في القطاع الخاص يصلحونه في نفس اليوم بينما في مستشفيات الدولة تجد مدير المستشفى لا يسعى لعمل عقد صيانة فوري ولا اتصالات فورية ولا يقر عقوبات في عقد الصيانة ..يعني هو نوع من الإهمال لا أكثر.. كما أنها أيضا مشكلة إدارة …
المشروع..الحلم؟
ننتقل لموضوع “الحلم” كيف جاءت الفكرة ؟.
عندما أسسنا جمعية أصدقاء ورعاية لمساعدة مرضى الجهاز الهضمى افترضنا أن أموال رجال الأعمال ستدخل الجمعية لكي نتمكن من شراء التجهيزات اللازمة، وكنت قد أنهيت مدة خدمتي وخرجت الى معاش ،وجاءت إدارة أخرى كان عندها إرادة إن تلغي الجمعية ووجودها وألا تمارس أنشطتها داخل المركز رغم إن الفكرة من إنشائها كانت جمعية للجهاز الهضمي وليس لغرض آخر ،ووقتها لم يكن في رأس أعضاء الجمعية انشاء مستشفى جديد..
لكن ..في يوم من الأيام قدمت بالمصادفة خدمة لزوجة أحد رجال الأعمال ، وكانت عملية في الجهاز الهضمي، ولم يكن بيني وبينه أي نوع من العلاقة ،وحدث هذا في اليوم الذي تردد فيه الكلام أمامي بأن الجمعية فكرة غير مستحبة وغير مرغوب فيها، خرجت غير سعيد من المناقشات لأقابل هذا الرجل ،وبالمصادفة سألني – ولم يكن بيني وبينه أي علاقة قبل موضوع علاج زوجته – سألني عن سبب شعوري بالضيق الذي يبدو أنه كان ظاهرا على وجهي حينها.. ؟ وأخبرته بالموضوع وبأنني أريد مكانا للجمعية لممارسة نشاطي بها ،فقال الرجل :عندي ست عمارات في المنصورة اختر من بينها العمارة التي تعجبك والشقة التي تطلبها ..وقد كان عند وعده ،وأسسنا الجمعية في مكان متميز جدا ، وبدأنا نعمل قوافل طبية للقرى المحرومة من الخدمات الطبية ونعالجهم ونمنح أدوية ،واستطاعت الجمعية شراء جهاز أشعة و معمل تحاليل وتجذب شركات الأدوية المتعاملة مع الجهاز الهضمي للحصول على دواء مجاني يوزع على الناس..و بدأنا من داخلها حملات توعية لتعليم أطباء شبان ..وكان الدكتور حلمي هو الموتور المحرك المسئول عن تلك القضية، وعلمنا أطباء شبان من مصر و بلاد عربية ..والحقيقة أن الجمعية حققت نشاطا مهما لكن أنا والجمعية كنا نشعر بأننا في حاجة لعمل مشروع أكبر …وفي يوم من الأيام خلال أحد الاجتماعات طرح أحد الأعضاء فكرة أن نبني مستشفى ..لأول وهلة انزعجت فالمستشفى تعني موازنات ضخمة ومجهود ضخم وموضوع آخر ..لكن كل الحاضرين في الجمعية لمحت في وجوههم إنهم مرحبين فقلت لهم : قبل أن نبدأ أي إجراء ماذا ستقدمون ؟ معظمهم كانوا من رجال الاعمال ..فالكل قال “هاعمل كذا و هاعمل كذا” ،وسأقدم كذا من التبرعات العينية ،وقال أحدهم عندي الأرض، وقال آخر سأوفر المسلحات ،وثالث الأسمنت ورابع الخشب وخامس السيراميك .
وهكذا..كانت البداية مشجعة ،فبدأنا بالفعل نبحث عن أرض متميزة بعيدا عن الزحام في المنصورة ،وكان أمامنا منطقتان دمياط الجديدة وجمصة ..أحد رجال الأعمال كان مستعد يتبرع بالأرض وكانت أرض زراعية وممنوع تحويلها لأي منفعة عامة ،و بقينا فيها شهور ..وفي دمياط الجديدة أعطونا 10 آلاف متر لكن تكلفة البنية التحتية ستكون عالية جدا على المتر الواحدة بينما كانت الجمعية بلا إمكانيات.. فاتجهنا لمحافظة الدقهلية ..وأيامها كان المحاسب حسام الدين إمام ، وذهبنا كمجلس إدارة فعرضنا عليه المشكلة ،وبعد شد وجذب وفقنا في تخصيص من رئيس الوزارة الدكتور شريف إسماعيل بـ 15 ألف متر على الطريق الدولي الساحلي ووضعنا حجر أساس للمستشفى في 2/6/2016 وبدأنا العمل.
لانفكر تحت أرجلنا
العمل في المستشفى ضخم نعم ..والمستشفى كبير جدا نعم.. لكن الحقيقة نحن لا نفكر تحت أرجلنا كنا نفكر في المستقبل وزيادة السكان المستشفى سعتها الكاملة 250 سرير ضعف مساحة مركز الجهاز الهضمي حوالي 5 مرات كمساحة وعدد أسرة.. نحن بنينا لأولادنا وللأطباء الشبان مكان ليعملوا فيه ويتعلموا منه والمستشفى على نمط حديث جدا وتبع الكود العالمي بداخلها جزء تعليمي وجزء علاجي ضخم جدا ، مستشفى متكاملة المريض فيها لا يبحث عن علاج كيماوي أو إشعاع في مكان آخر لا المستشفى سوف يوفر بإذن الله كل ما يهم مريض أورام الجهاز الهضمي والكبدي حتى يعود لبيته سليما معافى.. ولن يذهب لمكان آخر ،يعني المفترض إن يكون بالمستشفى جناح تأهيلي لكى يعتمد المريض على نفسه فى فترة النقاهة ،ولن يعتمد على زوجته ولا أخته ولا ابنه بل على نفسه فقط ،يعني يخرج المريض من المستشفى مؤهل تماما ليخدم نفسه ،وبالذات بعد العمليات في الأورام الكبيرة في الكبد.
العلاج أورام فقط أم أورام وأمراض ؟
الأمراض معظمها عيادة خارجية مع صرف علاج و الجراحات جراحات أمراض الجهاز الهضمي وأورامه وزراعة الكبد.
تتوقع متى افتتاح المستشفى بشكل كامل ؟
أنا متفائل ،فقد قارب المبنى على الانتهاء ثم نبدأ التشطيبات وفي ظل الظروف الاقتصادية ربما ينخفض حجم التبرعات قليلا لأن هناك بعض صعوبة في جمع التبرعات لكن نحن متفائلون وفي خلال سنة ونصف أو اثنتين على الأكثر نكون إن شاء الله بدأنا نشتغل.
هل فكرت في استخدام جزء من هذا الصرح في السياحة العلاجية ،فالمريض من دولة عربية بدلا من ألمانيا أو بريطانيا أو أمريكا بالأرقام الفلكية يجد هنا تكلفة معقولة جدا و الرعاية والاهتمام إلى جانب حميمية العلاقة وهو في مستشفى عربي .. الجراح عربي والتمريض ..إلخ ؟.
هذا الموضوع يستلزم أمرين الأول إنك تكون فعلا بدأت وتجربة المستشفى عملت خلفية جيدة عند الناس ،والمسألة الثانية إنك تعمل توأمة مع مستشفيات أخرى بنفس التخصص في ألمانيا و إنجلترا وتتبادل معها الخبرات لكي تستقطب سياحة علاجية سواء من الدول العربية أو الأجنبية، يعني مثلا في مجال علاج أمراض الكبد حاليا نحن مصنفين أ.ﻫ في السياحة العلاجية لأن أسعار الدواء غالية في الخارج جدا والبركة في الأجيال القادمة لأن كل خطواتنا تعد تأهيلا للأجيال القادمة وليس لنا.
الصعبة ليست مستحيلة
لكن المستشفى مجاني فكيف يستمر ؟ مستشفى بكل هذه الضخامة 250 سرير حاسبين الRUNING COST السنوي للمستشفى حوالي 50 مليون جنيه من أين ستوفرونها في ظل التبرعات الضعيفة ومن الذي سوف يستمر يعطيك 50 مليون جنيه كل عام ؟
نسعى جاهدين لكى يكون لدينا خدمات داخل إطار المستشفى تدر دخلا منها إنشاء معاهد صحية، ونحن نسعى الآن وسعينا لنأخد قطعة أرض مجاورة للمستشفى لبناء معمل صحي متوسط ومعمل صحي عالي وكلاهما ممكن يحقق 15 مليون جنيه في العام نعتبرها دفعة جامعة ،لكن المشكلة إن المحافظ الحالي متخوف من المضي في إجراءات التخصيص؟! قابلته وتحدثت معه ،وكان لديه اعتراض يريد البدء في البناء فورا فأوضحت له إن إنشاء المعهد لا يتكلف مثل إنشاء المستشفى واننا ممكن في خلال سنة نبني المعهدين والمعهد لن يتكلف أكثر من 2 – 3 مليون جنيه .
أيضا هناك سؤال آخر ما تكلفة المستشفى ؟
كنا راصدين 350 مليون جنيه لكن الرقم تضاعف ،فنحن نتكلم الآن في حوالي 700 أو 800 مليون جنيه كتكاليف إنشاء وتشطيب وتجهيز ..جاهدنا مع البنوك الحكومية والخاصة لدعمنا بالتجهيزات ،ونجري خلف وزارة الاستثمار والتعاون الدولي للمساعدة بالتجهيزات ،ومازلنا نناشد المجتمع المدني لمساعدتنا؟
نبذل محاولات ستكلل بالنجاح إن شاء الله لنسرع في العمل أنا متفائل ..صحيح أحيانا تصيبك لحظات من الإحباط.
عند بناء المستشفى كان حاضرا مندوب هو كامل الوزير ،وهو من الشخصيات التي أحبها في مصر ، يعطيك دعما معنويا حتى أن البعض تصور إن الجيش سيبني المستشفى ،لكن الحقيقة أننا نبنيها بفضل المجتمع المدني في كل من الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ.
لكن الدعم المعنوي مهم أيضا ،فقد تقابلك مشاكل في المرتفعات مع حرس الحدود لأن مكان المستشفى متميز جدا فنحن على الطريق الدولي الساحلي ..خلفك البحر وأمامك الطريق الدولي الساحلي.
أتمنى أن يتعرف السيد رئيس الدولة على المشروع وأهميته لأنه ضخم جدا ويخدم 7 محافظات ،وهو لو أخذ فكرة عن المشروع سيساعدنا ،فمعلوماتي أنه يحب المشاريع المشابهة التي يتكفل بها المجتمع المدني.
البلاد فيها أعداد ضخمة جدا من المرضى لا تستوعبه مستشفى ولا اثنين ولا ثلاثة في هذا التخصص لكن هذا جزء مساعد للجهاز الهضمي الأساسي وطاقته الاستيعابية أكثر من الجهاز الهضمي ،ونتمنى من المجتمع المدني إن يساعد فعليا لأن هناك من لايجد علاجا ، ناس بتموت من المرض ،وأحسن صدقة جارية أحسن من المسجد إنك تعالج مريض..عايز تقول إنه أحسن من الحج والعمرة ..آه أحسن طبعا .