شهرية ..مستقلة

الصراع بين إيران واسرائيل فى سوريا سيظل قائماً

اعداد - العزب الطيب الطاهر

0

مواجهة اسرائيلية إيرانية

– لكن ثمة من يتوقع حربا أو بالأحرى مواجهة إيرانية إسرائيلية فى سوريا  ,وقد بدأ فى الأفق بعض نذرها فى الفترة الأخيرة   ,من خلال التهديدات المتبادلة بين الطرفين ؟ الى أى مدى تعتقد فى إمكانية ذلك ؟

* بصورة أساسية ,يمكننى القول أن النزاع أو الصراع بين إيران واسرائيل سيبقى مفتوحا ,ولكن ليس بوسع أحد أن يحدد  أين تجرى المواجهة بين الطرفين ؟ إن إيران  كانت تركز على تكثيف حضورها العسكرى فى خاصرة اسرائيل من خلال حزب الله فى لبنان , بيد أنه مع تصاعد الأزمة فى سوريا وإنخراط طهران طرفا أساسيا فيها  ,عملت على توسيع تمركزها العسكرى فى مناطق عديدة بها , بعضها قريب من منطقة الجولان المحتل  ,وبالتالى فإن الميدان المرشح لأى مواجهة عسكرية محتملة بين الجانبين هو سوريا  ,لكنى لا أتصور أن تشهد هذه المواجهة تحركات للقوات البرية لأى من الطرفين , أو الوصول الى  حد احتلال قوات أحدهما لأراضى الآخر ,وأنما سيبقى الأمر قاصرا على توجيه ضربات جوية لمواقع يخشى منها أن تكون منطقة قواعد عسكرية يشن منها حملات على اسرائيل,  وهو خيار مطروح بالفعل ,لكنه مرهون بتطورات الأزمة السورية فى حد ذاتها , فإإذا تم التوصل الى حل سياسى لن تكون هناك  حاجة للحديث عن قوات أخرى  على المستوى العسكرى ,لكن ربما يبقى النفوذ السياسى  كما هو , فحزب الله كان وجوده محصورا فى منطقة أو مناطق معينة فى لبنان ,لذلك فإنه عندما كانت تقع مواجهات بينه وبين إسرائيل , فإن لبنان كله يتحول الى مسرح عمليات خاصة من قبل الجانب الإسرائيلى ,غيرأنه بعد إنخراط حزب الله فى المشهد السورى اتسعت مساحة المواجهة  بين الطرفين بامتداد سوريا .

روسيا والضربة الثلاثية

– رصد المراقبون أن الضربات العسكرية الأمريكية البريطانية الفرنسية لسوريا , لم تمتد الى مناطق النفوذ الروسى , كما أن روسيا لم تبادر بالرد على مصادر النيران, وفق تصريحات لمسئولين روس قبل توجيه هذه الضربات ,,كيف تفسر ذلك ؟

* لم يصدر أى تصريح رسمى من موسكوبشأن الرد على مصادر النيران ,إلا من السفير الروسى فى لبنان وهو مالايعتد به , لكن روسيا أكدت – قبل توجيه الضربة  – أنه إذا تعرضت المناطق التى توجد بها قوات ومعدات روسية للقصف أو للضرب,سوف تبادر بالرد على مصادر النيران , وهذا لم يحدث ,فالضربة – كما تابع الجميع  – كانت حريصة على عدم التعرض الى المناطق التى يقع فيها الوجود العسكرى الروسى أو حتى التمركزات أو المواقع العسكرية التابعة للنظام السورى القريبة من هذه المناطق  ,وفى تقديرى أن هذه الضربة كانت شكلية بحتة وتركزت على مبانى  ومنشآت زعم أنها تنتج أسلحة كيماوية وقد تم ضربها غير مرة منذ العام 2015 ,لكنها – أى الضربة – كانت تحمل رسائل سياسية  مؤداها أنه يتعين لأن يكون للدول الثلاث التى قامت بها  – وهى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا- حضور وفعالية  فى أى تطورات خاصة بالأزمة السورية ..وإذا كانت التنظيمات العسكرية الإرهابية التى تم إخراجها من المناطق المحيطة بدمشق وفى مقدمتها الغوطة الشرقية ومن مناطق استراتيجية  أخرى فى سوريا ,بالذات فى الشمال وكانت الولايات المتحدة وقوى إقليمية أخرى تراهن عليها ,إلا أن هذه الأطراف ما زالت تمتلك  القدرة على التأثيروالتفاعل داخل هذه الأزمة بحيث يكون لها رأى فيما ستشهده من تطورات مقبلة .

تابعوا تفاصيل أكثر في موضوعات قادمة

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق