د. ضاحي النجار
جامعاتنا أدخلت تخصص “الهندسة الطبية” على استحياء..ونستورد القسطرة الطبية..والكانيول..وحتى سن ابرة الحقن!
نفتقد المقومات اللازمة للبحوث والدراسات الطبية..ونكتفي بارسال بعثات للخارج
براءة الشرايين وعضلة القلب من أمراض ضغط الدم..والبحث العلمي يرجع أسبابها للعوامل الوراثية
أمراض القلب في مصر تجتاح الشباب وحتى الأطفال..ولم تعد قاصرة على كبار السن؟!
20% من اجمالي المرضى المصريين يعانون من مشاكل في القلب والشرايين
مادة النيكوتين تعمل على تحفيز “الادرينالين” الذى يؤدى الى انهاك عضلة القلب ..وأول اكسيد الكربون الذى يقلل الاكسجين فى الدم
دكتور محمد جمال ابو عمر حمل هموم قلب الانسان قادما من أعماق صعيد مصر الى القاهرة متخرجا في كلية الطب بجامعة أسيوط ،وهو يؤكد على أهمية القراءه والثقافة حيث بدونهما لا يوجد بحث علمى فى زمن رحنا نبحث فيه عن الخبر والمعلومة عن طريق الانترنت الذى قد يساعدنا فى جمع المعلومات ،لكن قراءة الابحاث العلمية والدوريات الطبية المتخصصة تبقى هي السبيل للوصول الى حقائق علمية بحثيه فى كل العلوم وخاصة المجال الطبى .
العام 1981م كان نقطة فاصلة فى حياته حيث تخرج من جامعة اسيوط ليعين نائبا فى قسم امراض الباطنة التى كان من بينها أمراض القب أنذاك حيث لم تشهد تلك الايام وجود تخصص امراض القلب والشرايين. الاستاذ الدكتور عبدالقادر خليف كان رئيسا لاقسام امراض الباطنة بطب اسيوط ،ومن يتعرض لمرض في قلبه وشرايينه عليه ان يبحث فى دهاليز امراض الباطنة العامة والخاصة والمتوطنه من أجل العثور على ضالته!
المشوار الصعب
- أمام هذا الوضع الصعب ..ماذا فعل الدكتور جمال؟
فى الحقيقه لم اجد أيه افق أو نقطة ضوء أو بارقة أمل للوصول الى رغبتي في التخصص والتوسع بدراسة أمراض القب والشرايين ،وكنت أشعر بالعجز والاستياء عندما يصاب أصدقاء وأعزاء بمرض من أمراض القلب والشرايين – لغظ او انسداد شرايين أو زياده كهربة عضلة القلب .
شددت الرحال الى القاهرة كى اتعلم وادرس وأتوسع في دراسة امراض القلب والشرايين حيث كنا نسمع عن أطباء أساتذة كبار مشهورين في هذا المجال، من أبرزهم الاستاذة جلال السعيد و شريف مختار الذي يعد رائدا لطب الحالات الحرجة ،الى جانب أخرين بالمعهد القومى لأمراض القلب الذين من أبرزهم الأستاذ الدكتور عادل امام..كنا نتمنى وجود تعاون بين هؤلاء وبين طب أسيوط،وهو ماحدث بالفعل الا أنه لم يكن بالدرجة المأمولة.
كانت أولى خطوات د.جمال أبوعمر في القاهرة عام 1987م بالعمل اخصائيا في تخصص القلب والشرايين مع الأستاذ الدكتور جلال السعيد بمستشفى السلام الدولى حيث بدأت علاقته بامراض الشرايين والقسطرة والدعامات،وهي مجالات لم تكن متاحة الا فى المستشفيات الكبرى – مثل القصر العينى وعين شمس ومعهد القلب القومى – كما كانت مستشفى السلام الدولى هى المسيطرة فى مجال العلاج عن طريق القسطرة والبالون والدعامات ،وكذلك مستشفى المقاولين العرب.
في العام 1990 م تمكن من الحصول على دبلومة من جامعه القاهره فى أمراض القلب ،ثم سجل للحصول على درجة الدكتوراة فى طب طنطا مع الاستاذ الدكتور اسامه عبدالعزيز حيث بدأت علاقته الحميمة بهذا التخصص ،ولم يرتبط بأية اعمال حكومية،خاصة في ظل ازدهار مجال استخدام القسطره و البالون والدعامات في علاج امراض القلب والشرايين، فقد كان أول مدير لمركز القاهره للقسطرة مشرفا عليه منذ انشائه عام 1995م وحتى سنه 2001م ،وذلك على الرغم من قناعته بسلبيات العمل بالقطاع الخاص التي يأتي “الاحتكار” في مقدمتها.
الحمى الروماتيزمية
د. جمال – الذي تمكن من الحصول على شهادة الدكتوراة- يقول بأنه في الفترة التي تخرج خلالها في طب أسيوط كان أمراض القلب الأكثر شيوعا تتمثل في امراض الصمامات بسبب شيوع الاصابة “بالحمى الروماتزمية” التي كانت هى المشكلة الكبرى فى مصر حيث تصيب قطاعا كبيرا من الاطفال لتبقى معهم مدى حياتهم حتى في حالات الشفاء منها.
فى بداية الثمانيات ومنتصفها بدأت امراض القلب والشرايين تأخذ اتجاها اّخر حيث شهدت تغيرا نوعيا وكميا نظرا للوعى الصحى الجيد وتحسن ظروف المعيشة ما أدى الى تواري الحمى الروماتزمية،الا أن مشاكل أخرى بدأت بالظهور لعضلة القلب والشرايين بسبب الرفاهية الجديدة والوجبات السريعة المليئة بالزيوت المشبعة والمهدرجة – غذاء ظاهره جيد وباطنه سيء – فقد حملت هذه النوعية أولى المخاطر المسببة لامراض الشرايين ، ثم تعرضها للانسداد والجلطات القلبية والدماغية احيانا..وهي نوعية الامراض التي كانت في السابق تصيب الطبقات المرفهة و رجال الاعمال والمثقفين والكتاب والصحفيين وغيرهم .
لكن أمراض الشرايين لم تعد مقتصرة على هذه الطبقات الاجتماعية فقط،وانما بدأت تغزو المجتمع المصري بشراسة في وقت لم يكن متاحا اجراء عمليات قلب مفتوح فى مصر- تسليك او فتح الشرايين او قطع للجزء المصاب ووضع شريان اخر بدلا منه يؤخذ من جسد المريض- وهي جراحات كانت تجري على يد الدكتور جلال السعيد ،بجانب الشرايين والتدخلات عبر القسطرة والبالون فى مستشفى السلام الدولى عن طريق استقدام خبراء اجانب فى جراحة القلب – مثل دونل دروس وجون كيدنز وجورج روف من أمريكا- وهو ما أتاح فرصة كبيرة للدكتور جمال أبوعمر للاحتكاك بالجراحين الكبار فى امراض القلب وبالذات فى طريقة تعاملهم مع تلك الحالات الحرجة ،حيث بدأت لاحقا عمليات التوسيع لشرايين القلب عبر طريقة البالون وتركيب الدعامات فى الشرايين المسدودة .
القلب المفتوح
لم نكن قادرين على القيام بجراحات القلب المفتوح حيث لم نكن مؤهلين ومدربين بعد لاجراء مثل هذه الجراحات الدقيقة رغم وجود غرف العمليات المجهزة ، لكن جراحات القلب المفتوح تتطلب أن يكون الجراح قد تدرب عليها لفترة كافية،فليس من المعقول أو المقبول ان يدخل الي غرفة العمليات بينما لم يتلق التدريب الكافي الذي يمكنه من اجراء هكذا عمليات ،كما أن عملية القلب المفتوح تحتاج الي فريق كامل من الجراحين وجراحين مساعدين واطباء تخدير ورعاية مركزة ..وعلى سبيل المثال ،كنا نستعين بالدكتورجارسيه وفريقه الايطالي في الرعاية المركزة لأن مريض جراحة القلب المفتوح بعد العملية يحتاج خلال الثمانية والأربعين ساعة التالية لاجراء العملية الي من يرعاه بشكل علمي طبي علي جهاز التنفس في تلك الفترة الحرجة ..لكن مع الوقت والتدريب ووجود فريق من الجراحين وفريق من التخدير بدأنا نجري عمليات القلب المفتوح بأريحية كاملة حتى أن فترة تسعينيات القرن الماضي وما تلاها من سنوات شهدت طفرة كبيرة في ظل انتشار المستشفيات والمراكز الحكومية والخاصة المتخصصة في أمراض القلب وجراحاته ..ولابد أن نذكر في هذا السياق الدور الكبير الذى قام به الدكتور اسماعيل سلام وزير الصحه الأسبق فى تلك الفترة فى مجال جراحة القلب والصمامات والقلب المفتوح،فقد كان حريصا على وجود غرف عمليات مجهزة بشكل صحيح ورعاية مركزة جيدة في كل من معهد ناصر ومراكز اخرى ومستشفى مدينة نصر لاجراء مثل هذه العمليات المعقدة ،الا أن عمليات القلب المفتوح كانت مكلفة جدا لأنها بالغة الدقة والخطورة ،فقد كان المريض يأتى الينا فنقوم بفحصه وتشخيص حالته فنجد أن لديه مشكله فى الشرايين وأنه معرض أو أصيب بالفعل بجلطات القلب ،ولم يكن بوسعنا الا ان نشير عليه بالسفر الى لندن او امريكا او فرنسا،الا أن شريحة بسيطة من المرضى كانوا هم القادرين على ذلك ،فليس كل مريض لديه المقدرة المادية على السفر خارج مصر،كما أن مريض التأمين الصحى غير القادر على مواجهة هذه المشكلة.
لكن – يقول د.جمال أبوعمر- بدأت تلوح لنا فرصة علاج مريض القلب عن طريق البالون عندما ظهر للمرة الاولى على يد عالم سويسرى اسمه اندرياس الذي كان اول طبيب يقوم بعملية التوسيع للشرايين بالبالون سنة 1979م ،وهو ما أخذنا به فى مصر خلال النصف الثانى من الثمانيات كفكرة جميلة وبسيطة تغنى عن جراحة القلب المفتوح خصوصا عندما تكون مشكلة المريض مرتبطة بشريان واحد ..وبدات تأخذ دورها فى علاج امراض الشرايين التاجية ،الا أننا واجهنا مشكلة كبيرة مع التوسيع بالبالون حيث ظهرت احتمالات كبيره – وهذا حدث بالفعل – عند الدخول بالبالون وفتحه او نفخه،احتمالات لحدوث شرخ فى جدار الشريان الذي ينتج عنه نوع من “الفلات” من الممكن او المحتمل ان يغلق الشريان للمرة الثانية،وهي الحالات التي لم يكن لدينا حلولا للتعامل معها ،وهو ما قد يعني أن مشاكل البالون اكثر من منافعه،حيث يظل المريض والاطباء فى حالة ترقب وانتظار طويل حتى يشفى المريض باذن الله.
أمراض القلب فى مصر تمثل نسبتها 20% من اجمالي المرضى ،فقد بدأت تزحف بشدة الى الشباب وحتى الاطفال بعدما ان كانت شبه قاصرة على كبار السن ناهيك عن اصابة العديد بأمراض ضغط الدم!
من القسطرة الى الكانيول
- أين نحن من الدول المتقدمة في هذا المجال،مثل امريكا وفرنسا وبريطانيا ؟
يقول د.جمال: الغرب هو الذى يقود قاطرة العلوم الطبية غالبا،ولذلك ليس أمامنا الا أن نتبعهم ،والمؤسف القول بأننا لسنا مؤهلين أو قادرين على اللحاق بهذا الركب العلمى في ظل أوضاعنا الحالية في مصر والدول العربية فالتقدم العلمى لا يعتمد على الطب فى حد ذاته بل وراءه اشياء مجالات أخرى مثل الهندسة الطبيه ،فالطبيب المعالج بالبالون على سبيل المثال يطلب من اخصائي الهندسة الطبية تجهيز بالون بمقياس معين يسمح بادخاله الى الشريان المعطوب ،وفخه من الخارج ثم اقوم بارجاع هذا البالون بعد ان يكون قد تم انتزاع الهواء منه كليا ..وهذا العمل فى احتياج شديد للتعاون بين الابحاث الطبية وابحاث الهندسة الطبية ،وهو ليس موجودا في مصر للأسف ،فعلى الرغم من أن الهندسة الطبية تخصص نشأ حديثا فى الخارج الا أن بعض الاقسام فى كليات الهندسة بدأته على استحياء من اجل التشغيل فقط ؟!..وللأسف الشديد لا توجد اى جهه علمية تقوم بعمل او صناعة البالون او القسطرة الطبية،بل وحتى “الكانيول” التى نضعها فى أيدى المرضى بالليل او النهار هي الأخرى مستوردة ،كما أن سن ابرة الحقن نستوردها من الخارج..لدينا مشكلة في صناعة الألات الحديثة المستخدمة فى العلاج وبالذات فى تخصص امراض القلب والشرايين ،فنحن للاسف الشديد ننتظر لكل تطور يحدث فى الخارج كى نتعلمه ونستخدمه في علاج المرضى!!
المقومات المفقودة
- ألا توجد مراكز علميه بحثيه تقوم بعمل دراسات او بحوث طبية متخصصة فى علاج أمراض القلب والشرايين؟
يقول د.جمال أبوعمر:أن المراكز الطبيه البحثية تحتاج الى مقومات وفكر علمى وامكانيات مادية ،لكننا نقوم بايفاد بعثات طبية الى الخارج كى تتعلم التكنولوجيا الحديثة.
وطب وجراحة القلب على وجه الخصوص عبارة عن “معلم وصنايعي” ..فالجراحات القلبية و الدخول الي شرايين القلب تؤخد عن طريق التجربة والعمل بالأيدي لا تؤخذ من الكتب والمراجع،كما أن لطب الحديث لم يعد معتمدا علي السماعة وجهاز قياس ضغط الدم بل هناك افق حديث والات متطورة ومتقدمة في الجراحات والتشيخيص على حد سواء ،وليس هذا في الألة فقط بل كيفية التعلم والتعامل معها في تركيب الدعامة او القسطرة أثناء الدخول الي الشرايين الكبيرة او الصغيرة ،بل ان الادوات الحديثه دخلت فى معظم تخصصات الطب بما فيها “المناظير والليزر او مايكروسكوب أو لافرسكوب”.. وفى مصر يوجد أطباء يواكبون عصر التكنولوجيا والتطور العلمى بشكل فردي وليس بأسلوب مؤسسي ممنهج.
بالتأكيد لدينا مشكلة فى الجامعات الكبرى وكليات الطب وكليات الطب على وجه الخصوص فى البحث والدراسة والامكانيات المادية المخصصة للأبحاث العلمية ،كما أن الرعاية الصحية مكلفة جدأ خصوصا أننا لا ننتج أى من أدواتها باستثناء الأدوية المصرية “رغم ارتفاع أسعارها” حيث تقوم بدور مهم جدا فى الرعاية الصحية لمرضى القلب والشرايين ..ورغم وجود أبحاث ودراسات عديدة الا أن نتائجها للأسف لايمكن تنفيذها على ارض الواقع بسبب قلة الامكانيات المادية فى موقع ومكان مراكز البحث العلمى.
براءة الشرايين وعضلة القلب
- هل امراض ضغط الدم ناتجة من مشاكل الشرايين او عضلة القلب ؟
يقول د.جمال: لا..لا..فقد اجريت فى مصر دراسة طبية قام بها د. محسن ابراهيم – الذى يعد الاوحد المتخصص فى امراض ضغط الدم فى مصر – وهذه الدراسة أجريت على مرضى ضغط الدم لاستبيان اسبابه حيث ثبت ان هذا المرض سببه “وراثى” وليس من مشاكل الشرايين وعضلة القلب،فمرض ضغط الدم فى الغالب لا يرجع الى مشكلة فى الشرايين وضيقها بل ان التفاعلات الوراثية هى سيدة الموقف فى هذا النوع من الامراض.
الدعامات ..والقلب المفتوح
- هل تغني الدعامات فى الشرايين عن جراحات القلب المفتوح؟
بالتاكيد الان اصبحت الدعامات شئ مهم جدا فى علاج امراض الشرايين والانسدادات التى تحدث فيها حتى بات الامر ان نقوم بعمل دعامات لاكتر من ثلاث واربع شرايين بما فيها الشريان الاورطى ،وقد كانت لدينا مشكله عند استعمال الدعامات العادية “المعدنية غير الدوائية” التي كثيرا ما يقوم الجسم بلفظها على الرغم من انها جاءت لتنقذ البشرية من حالات وفاة عديدة..الا أن ظهور الدعامات المعدنية الذكية المغلفة بمادة دوائية تمنع حدوث الضيق فى مكان تثبيتها ،كما تتعامل مع جدران الشريان من الداخل عبر شبكة دوائية وضعت فيها.
ومع ذلك ،فالأبحاث العلمية فى مجال الطب – وبالاخص فى مجال امراض القلب- لاتزال مستمرة بوتيرة عالية لاسيما أن أمراض القلب ومشاكله هي السبب الأول للوافيات عالميا ،وتشير احدى الاحصائيات الدولية الى أنه يجري تثبيت مليوني دعامة معدنية سنويا على مستوى العالم فى الشرايين التاجية ..ولنا أن نتخيل ما اذا كان هذا الكم الهائل من “الحالات” لم يتم تثبيت دعامات لها ،كان البديل المقابل لذلك اجراء عمليات “قلب مفتوح” بكل ما يعنيه ذلك من مشاكل وأعراض جانبية – من شق الصدر ونشره وطول مدة اقامة المريض بالمستشفى- ولذلك يمكن القول بأن هذه الدعامات الذكية جاءت لتضع حدا لهذه المشكله وعدم اسالة الدماء التى تهدر خلال جراحات القلب المفتوح.
ويقول د.جمال أبوعمر: ان الشرايين التاجيه تقوم بتزويد عضلة القلب بالدم عبر ثلاث شرايين رئيسية كل منها يتولى مسئولية تدفق الدم الى مكان معين فى عضلة القلب،وأن استخدام الدعامات المعالجة دوائيا أعطى للمريض فرصة ذهبية فى العلاج والهروب من جراحات القلب المفتوح..فعندما تضيق الشرايين أو تتعرض للانسداد نقوم بادخال “الدعامة” فى يسر وسهولة تامة دون حدوث أية مشاكل طبية،والتي تكون منكمشة على نفسها عند بداية استخدامها ،وبمجرد ادخالها يتم وضعها فى المكان المحدد الذى تعرض للانسداد بحيث تغطى هذا المكان بالكامل بما يسمح للدم بالانسياب فى كل الاتجاهات دون اى معاناة ما يجعل عضلة القلب فى وضع مستريح.
يضيف د.جمال بالقول : أن عضلة القلب الخالية من أمراض الشرايين ل نعمة لعضلة القلب وشرايينه ..فهل فكر الانسان لحظة واحدة كم تساوى نقطة دم تتوقف أو تسد احد الشرايين ..وكيف أن ذلك ربما يكون سببأ لفقدان حياته؟
اضطراب ضربات القلب
- من الامراض التى تقلق المريض والطبيب المعالج زيادة كهرباء القلب ..فما السبب وكيفية العلاج؟
د.جمال ابو عمر يقول: كهربة القلب علة تصيب عضلة القلب فتؤدي الى عدم انتظام ضرباته ما بين التسارع والتباطؤ،ولكن التسارع لايشير الى وجود اختلال اختلال فى النبضات ،و انما توضح بأن شكل وهيئه ضربات القلب اصبحت غير منتظمة ،وهو ما يعني وجود اختلالات فى عضلة القلب ،وهذه الحالة يشعر بها المريض عند الارتعاش الجسدى بسبب الاختلال الذى يحدث.
أحيانا..و فى عدة من الحالات وجدنا ان كهربة القلب فى حالة ثبات عميق ولا تنذر بأى شيء،لكن الاغرب والاعجب ان هذه النوعية من الامراض القلبية اصبحت شائعة ..وهي تصيب الكبار من الذكور والاناث على حد سواء،بل وقد امتدت الى قلوب الاطفال بما يعنيه ذلك من تحد حقيقي عند تشخيص علة مرض قلب الاطفال جراء كهربة القلب.
الطب يرجع سبب حدوث تغير وتذبذب فى عضلة القلب – الذى قد يصيب قلبا سليما تماما حتى أن المريض فى تلك الحالة لم يكن يشعر فى حياته بما يسمى كهربة القلب او اعراضها – لكن هذه المشكلة تحدث لأسباب خارجة عن عضلة القلب والشرايين،ولعل وجود خلل فى مستوى بعض مكونات المعادن بالدم قد يكون سببا فى حدوثها مما يؤدي وجود بعض التغيرات في عضلة القلب ،الى جانب بعض الاسباب الاخرى التى تكشف عنها الابحات والاشعات الطبية للحالة.
أما عن العلاج فيعطى المريض ادوية تنظم ضربات القلب ،وفى حالة ما اذا كانت ضربات القلب مستقرة لا يحتاج الى علاج لكنه يعاني من عدم الاستقرار الكهربائى يظل المريض فى متابعة مستمرة مع طبيب القلب حيث ننصح بالابتعاد تماما عن زيادة ملح الصوديوم فى الطعام ،وكذلك عن المشروبات التى بها كافيين.
- غالبية الاطباء يحذرون بشدة من التدخين الايجابى والسلبى الا أن بعضهم يمارس نفس العادة؟
د.جمال ابو عمر يقول : لم نقل ان كل المدخنين مرضى بالقلب وانسداد الشرايين،و لكن قد يأتى الوقت الذى يدخل فيه المدخن الى دائرة المعرضين للإصابة بأمراض القلب او الذبحات الصدرية او مشاكل فى الشرايين التاجية والشرايين الصغيرة. الانسان المدخن لو كان مصابا بضغط الدم او السكر يصبح قربيا من بوابة الدخول الى دائرة مرضى القلب .
البعض الاخر يقول ان التدخين قد يسارع فى حدوث عملية ضيق الشرايين وانسدادها مستدلين على صحة ذلك بأن السجائر بها مادة النيكوتين التى تعمل على تحفيز هرمون “الادرينالين” الذى يؤدى الى انهاك عضلة القلب ،كما أنها تحتوى على أول اكسيد الكربون الذى يقلل من نسبة الاكسجين فى الدم.