شهرية ..مستقلة

مهددات الأمن القومي العربي..ومستقبل مجلس التعاون الخليجي

0

سيف بن هاشل المسكري في جلسة”الزمن” الحوارية:

استقرار مصر هو الرهان الحقيقي على الخروج من النفق المظلم

الأمن القومى الحقيقى يبدأ من الداخل..وأي قوة في العالم لن تهزم دولة يتلاحم شعبها مع مؤسساته

مصر عمود الخيمة العربية..وسقوطها يعني انهيار الكل بدون استثناء؟

200 مليار دولار من الأموال الخليجية تم انفاقها على تمويل الحروب في سوريا وليبيا واليمن؟!

أدعو دول الخليج الى استثمار 15% من أموال صناديقها السيادية في مصر والدول العربية!

كل ما يجري من مساعي ومؤامرات لتمزيق الدول العربية يصب في صالح إسرائيل!

يجب ألا ننسى بأننا نحن الذين قدمنا العراق لإيران على طبق من ذهب؟!

اذا استمر “ترامب” في الحكم فسوف تدفع دول الخليج فاتورة باهظة من ثروتها المتأكلة!

أتمنى أن تستفيد الدول العربية والخليجية من لقاء زعيمي الكوريتين..والزعيمين الهندي والصيني؟

الأمن القومي العربي تصدع منذ غزو بيروت قبل 35 عاما..وتساقطت جدرانه بسقوط بغداد؟

الخلافات طالت النخب الثقافية..ونحن بحاجة الى معجزة لتفعيل مجلس التعاون الخليجي؟؟

دول الخليج لن تستطيع المقاومة أكثر من 28 ساعة اذا تعرضت لهجمة حقيقية؟!

ملايين الوافدين الأسيويين يشكلون “المهدد الناعم” لمستقبل التركيبة السكانية في الخليج؟

لعل أهم ما كشفت عنه القمة العربية الأخيرة المنعقدة في الظهران بالمملكة العربية السعودية هو الاعتراف الصريح بالمخاطر المحدقة بمنظومة الامن القومي العربي،حيث عكست معظم الكلمات التي وردت على لسان القادة العرب حجم هذه المخاطر،لكنها لم تتعرض لتفاصيل أبعادها وكيفية التعامل معها من خلال أليات واضحة ومحددة؟

ومن هنا..كان لابد من البحث عن “مهددات الامن القومي العربي” ومكامنها..وما اذا كان لدينا من الوقت ما يكفي للتعامل الإيجابي مع تلك المهددات أم أننا أصبحنا في موقف حرج يصعب التعاطي معه بالاساليب التقليدية وأليات العمل العربي المشترك المعتادة،والتي يبدو واضحا أنها أبطأ بكثير من تسارع الاحداث الجسام من حولنا؟

ولأن القضية التي نحن بصددها ترتبط ارتباطا وثيقا بدول الخليج العربية باعتبارها من بين المحاور الرئيسية التي تدور من حولها الصراعات،والتي تحيط بها المخاطر سواء كانت داخلية أو إقليمية،وجدنا من المناسب أن نستثمر وجود شخصية خليجية معتبرة في زيارة قصيرة للقاهرة كان يوما في موقع سياسي واعلامي وأمني وعسكري كاشف لما جرى عند مفصل تاريخي غاية في الأهمية باعتباره مدخلا لحالة الانهيار والتصدع التي تعاني منها منظومة الامن القومي العربي منذ أكثر من ربع قرن.

الشيخ سيف بن هاشل المسكري – سفير عماني سابق – كان أمينا عاما مساعدا لمجلس التعاون الخليجي للشئون السياسية،وهو المنصب الذي ينضوي تحت عباءته الشئون العسكرية والأمنية والإعلامية أيضا،وذلك منذ العام 1987م من القرن الماضي حين كانت رحى الحرب العراقية الإيرانية لاتزال دائرة في ذروة عنفوانها،وهي التي عرفت لاحقا بحرب الخليج “الأولى” لأنها بالطبع لم تكن الأخيرة،فما أن وضعت أوزارها حتى باغتت الجميع كارثة الغزو العراقي للكويت،وتوالت الحروب تباعا..فكانت حرب الخليج الثانية المعروفة بحرب “تحرير الكويت”..ثم الحرب الثالثة التي أصبح مفهوما الأن بأن اسمها الحقيقي هو حرب “تدمير العراق” حيث خرج المارد من القمقم..مارد المذهبية والطائفية والعرقية والمناطقية التي جعلت من الخارطة العربية المعروفة لدينا منذ الطفولة خطوطا من الماضي،ووضعتنا أمام واقع جديد من السيولة يتمثل في استراتيجية معلنة واضحة المعالم أمام الكافة اسمها “الفوضى الخلاقة”..استراتيجية الفك والتركيب.. ؟؟

كان المسكري في قلب الاحداث التاريخية المفصلية التي شهدتها نهايات ثمانينات القرن الماضي وبدايات تسعيناته..وهو الذي يمكن تسميته بحامل “الصندوق الأسود” لمجلس التعاون الخليجي..لديه مخزونا هائلا من الاسرار التي يصعب البوح بها دفعة واحدة تحسبا لظرف الزمان الذي يبدو أنه غير ملائم لفتح الصندوق عن أخره؟

استجاب الرجل “عاشق مصر وشعبها” مشكورا لدعوة “الزمن” الى جلسة حوارية نناقش من خلالها “مهددات الأمن القومي العربي..ومستقبل دول الخليج العربية”…فماذا في جعبته؟

هو يقول أن أمن مصر واستقرارها يشكل الرهان الحقيقي على الخروج من النفق المظلم الذي يحاصر منظومة الامن القومي العربي،وأن ذلك ليس مجاملة أومحاباة،وانما لأنها بالحقيقة والواقع والتاريخ هي بمثابة عمود الخيمة العربية..وأن سقوطها”لاقدر الله” يعني انهيار الكل بدون استثناء؟ داعيا صناديق الخليج السيادية الكبرى الى استثمار 15% من أموالها في مصر والدول العربية الأخرى،كاشفا عن انفاق 200 مليار دولار من الأموال الخليجية على تمويل الحروب في سوريا وليبيا واليمن”….” ومشيرا الى أن هذا المبلغ كان يمكن أن يحول الدول الثلاث ..وغيرها..الى حدائق غناء بدلا من تمزيقها وتشريد مواطنيهاوتحويلها الى أطلال أوطان!

ويذكر المسكري الجميع بأن الدول العربية هي التي قدمت العراق لإيران على طبق من ذهب؟؟..وأن كل ما يجري من مؤامرات لتمزيق الدول العربية يصب في صالح إسرائيل،وأن الصراعات الجارية في المنطقة لاعلاقة لها لابالشيعة ولا بالسنة،وانما هي سياسية من الطراز الأول تعمل على توظيف المذهبية البغيضة لتصب المزيد من الزيت على النار ،وتعيدنا الى حروب المائة عام!مؤكدا بأن الامن القومي العربي بدأ يتصدع منذ غزو بيروت قبل 35 عاما..وأن جدرانه تهاوت بسقوط بغداد؟

وهو يلفت الانتباه الى أن ملايين الاسيويين العاملين في دول الخليج العربية أصبحوا يشكلون “المهدد الناعم” لمستقبل التركيبة السكانية لهذه الدول الذي أصبح على المحك!..متمنيا على الدول العربية بشكل عام والخليجية في قلبها أن تستخلص العبرة من لقاءات زعيمي الكوريتين من جانب ،وزعيمي الصين والهند من جانب أخر،معربا عن اعتقاده بأن قاسما مشتركا يجمع بين هذه اللقاءات مؤداه “الشعور بالخطر”..وهي القناعة التي يبدو أن العرب لم يصلوا اليها بعد!!

المسكري يؤكد بأن مسألة الخلافة وانتقال السلطة في سلطنة عمان تنظمها نصوص صريحة وواضحة لاتقبل اللبس أو التأويل في النظام الأساسي للدولة؟

…..

من هو؟

بدأ الشيخ سيف بن هاشل المسكري عمله فى وزارة الخارجية العمانية متدرجا فى السلك الدبلوماسى حتى شغل منصب قائم بالأعمال لدى المملكة المغربية ،ثم الرئيس المساعد ثم الرئيس بالإنابة بالإدارة العربية بوزارة الخارجية، ثم قنصل عام للسلطنة في سويسرا ،وسفيرا لبلاده مندوبا دائما في المكتب الأوربي لدى الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة فى جنيف ،وفى عام 1987م تم اختياره أمينا عاما مساعدا للشئون السياسية لمجلس التعاون الخليجى ،وهو المنصب الذي ينضوي تحت لوائه مساقات فى غاية الأهمية، الشئون الأمنية و الشئون العسكرية والاعلامية ،وهذه الثلاثية المهمة والحيوية جدا كانت ضمن دائرة أختصاص سعادة السفير سيف بن هاشل المسكرى فى توقيت غاية في الحساسية حيث كانت الحرب العراقية – الايرانية “والتي سميت لاحقا بحرب الخليج الأولى” لا تزال مستمرة ،والتي ما أن انتهت حتى جاء غزو العراق للكويت ،وما تلاه مما سمي أنذاك “حرب تحرير الكويت” ثم تدمير العراق في عام 2003م.

هذه العبارات التقديمية تبدو ضرورية كي ندرك مغزى أن يتحدث شخص بهذا الحجم وبهذا الثقل عن الأمن القومى العربى ومستقبل التعاون الخليجى،ذلك لان فترة وجوده امينا عاما مساعدا للشئون السياسية لمجلس التعاون كانت حافلة بالتغيرات الدراماتيكية التى من ابرزها الغزو العراقى للكويت وتبعاته التى مازال يعانى منها العرب حتى الآن..وربما لسنوات طويلة قادمة؟

بعد انتهاء فترة عمله فى مجلس التعاون الخليجى عاد إلى ديوان عام وزارة الخارجية العمانية رئيسا للدائرة الأعلامية ،ثم تم اختياره وكيلا لشئون السياحة فى وزارة الصناعة والتجارة ،وكان هذا هو المنصب الأول من نوعه فى سلطنة عمان تمهيدا طبيعيا لانشاء وزارة للسياحة فى سلطنة عمان،وقد وضع المسكري أنذاك أول استراتيجية عمانية للسياحة لازالت وزارة السياحة تعمل عليها حتى الآن.

تم تعيينه لاحقا بمرسوم سلطانى عضوا فى مجلس الدولة لثلاث فترات متتالية ،وهو المجلس الشبيه بمجلس اللوردات في المملكة المتحدة، حيث استمر لاكثر من عشر سنوات عضوا فى المكتب التنفيذى الذي هو بمثابة رئاسة الاركان فى المجلس باعتباره العمود الفقرى ومحرك الأنشطة جميعها، كما تم اختياره خلال نفس الفترة عضوا فى الهيئة الاستشارية لأصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون الخليجى، وعضوا فى البرلمان العربى.

والى جانب العمل الدبلوماسى والسياسى والبرلمانى،شغل مناصب عامة من بينها رئيس اتحاد كرة القدم ورئيس مجلس إدارة النادى الثقافى  العمانى ثم اسس اخيرا وليس اخرا مكتبة عامة ضخمة فى المنطقة الشرقية من المؤمل أن تكون مركز اشعاع ثقافى تنويرى فى هذه المنطقة.

منحه السلطان قابوس أرفع الاوسمة الدبلوماسية وسام النعمان كما منحه الرئيس الايطالى الاسبق جيوفانى ليونى وساما بدرجة ضابط ، وهو وسام رفيع المستوى ، ومنحه قادة مجلس التعاون وساما تكريما له على اداءه المتميز خلال فترة عمله أمينا عاما للشئون السياسية فى مجلس التعاون الخليجى حيث تسلمه من الملك السعودى الراحل فهد بن عبد العزيز، وهو يجيد اللغات الأنجليزية والفرنسية والسواحلية.

وهو ينتمي الى واحدة من القبائل العمانية المعروفة بانتشارها ما بين السلطنة وسواحل شرق أفريقيا،حيث كان والده – الشيخ هاشل بن راشد المسكري – من أبرز قادة الحركة الثقافية والتنويرية العربية في زنجبار،وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة “الفلق” التي كانت تصدر في أربعينيات القرن الماضي في زنجبار باللغة العربية،وتم احياؤها لاحقا من جانب حفيده المهندس سعيد بن سيف المسكري عبر تأسيسه مجلة الكترونية تحمل نفس الاسم..الفلق.

عاشق مصر؟

الجلسة الحوارية بدأت بمقدمة لمديرها الزميل الأستاذ العزب الطيب الطاهر – نائب رئيس تحرير الاهرام السابق –  والذي أعرب عن سعادته البالغة بوجود الأستاذ سيف فى القاهرة .

ويضيف العزب :أقول سعيد لأننى عرفته منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضى عندما كنت أعمل فى احدى الصحف القطرية ،وكان من حسن حظى اننى اتابع شئون مجلس التعاون ،وكان هو خير معين لى فى مهمتى الصحفية فكثيرا ما منحنى حوارات مهمة ثرية عبرت عن مواقف مغايرة للمواقف السائدة غالبا فى الحوارات التقليدية.. والاهم من ذلك أنه رجل يتسم بدماسة الخلق والبساطة الشخصية الزاخرة بالعمق الثقافى والفكرى فضلا عن العمق السياسى.وهذا ما رصدته ودعانى الى أن ارتبط معه بعلاقة ليست بين صحفى ومصدر ولكن بين أثنين حدث بينهما تفاعل ايجابى فيما بين الكيمياء الخاصة بهما.

وعندما يكون الاستاذ سيف معنا فى القاهرة فذلك بالنسبة لى شخصيا مؤشر لمعانى كثيرة ..أولها ان هذا الرجل – وأنا أعلم أنه متعدد الزيارات الى القاهرة- عاشق لمصر وشعبها ومدرك لتاريخها ودورها الاستراتيجى الذي كثيرا ما دافع عنه باستماته على الرغم من ان البعض اساء فهمه عندما كان يدافع عن هذا الدور فى مراحل كثيرة خلال وجوده فى منصبه كأمين عام مساعد للشئون السياسية فى مجلس التعاون الخليجى؟؟

والحقيقة أنني سعدت بقراءة كتاب بعنوان “حوارات مع الشيخ سيف المسكري” يجسد أفكار الرجل وشخصيته وحيويته وديناميكيته السياسية وتفاعله ليس مع قضايا عمان وليس مع قضايا الخليج ولكن مع قضايا الامة، وكثيرا مادفع أثمانا نتيجة هذه القناعات بهذه الأمة وقضاياها؟؟

فى بداية هذه الجلسة الحوارية أود ان أقول اننا نبدأ هنا بكلمة قصيرة للاستاذ سيف يحدد فيها رؤيته بشكل عام لعنوانها “مهددات الأمن القومى بشكل عام”،ثم نأتي لاحقا الى الحديث عن مستقبل مجلس التعاون،وذلك رغم اننى اعلم انه لا يريد ان يفصل بين العرب والخليج باعتبار ان كليهما ينتمى الى منظومة واحدة، وانا معه فى هذا ،الا أن اعتبارات تتعلق ببعض المميزات النسبية والخصوصية لمنطقة الخليج العربية قد تجعلنا نركز على مستقبل هذه المنطقة الحيوية ..ثم نبدأ فى طرح الأسئلة بعون الله قصيرة محددة المعنى وواضحة الأبعاد ،متوقعين أجاباته كما اعتدناها.

من الخطير الى الأخطر؟

يقول المسكري: بداية أود الإشارة الى حدثين مهمين جدا حصلا فى المنطقة الاسيوية، الحدث الاول أخذ اهتماما إعلاميا عالميا كبيرا ، وهو لقاء بين رئيسي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ،وهو ما يعد نقله نوعية غاية في الأهمية منذ انتهاء حرب الكوريتين عام 1953م .

بينما الحدث الثانى لم تأخذه وسائل الاعلام اطلاقا لأنه يبدو انه “يراد له” أن يكون كذلك ،وهو اللقاء بين رئيس وزراء الهند وزعيم الصين حيث تم الاتفاق بين الزعيمين على ان يلتقيا كل عام فى بلد “بالتناوب” بحيث يكون بعيدا عن الضجة الإعلامية!

هذان الحدثان كنت اتمنى علينا – كعرب وخليجيين – ان نستفيد منهما فى ظل المخاطر والتحديات التى تمر بها المنطقة العربية ومنطقتنا نحن فى الخليج بشكل عام ،فمايميز الحدثين ان هناك روح وطنية عندما يأتى الشعور بالخوف الذي يدركه الشخص أو الجهة أو الدولة بما يدفع الى وضع حصانة من الداخل ،وهو نفس الشعور الذي دفع للحدث الثانى – لقاء الرئيسين الصينى ورئيس وزراء الهند- حيث شعرا ايضا أن هناك خطورة وهجمة غربية امريكية بشكل خاص على منطقة القارة الأسيوية،و بالتالى عليهما ان يلتقيا..وكنت أتمنى على أصحاب القرار عندنا في الدول العربية أن يأخذوا العبرة من هذين الحدثين عند تناول موضوع التصدع في الأمن القومى؟

والعبرة من هذين الحدثين بالنسبة للنظام الأقليمى العربى هي كيف يمكن ان يستفيد العالم العربى أو الوطن العربى بالأحرى منهما ، خاصة ان اللقاء الأول بين عدوين ثم اللقاء الثاني بين خصمين؟!

والحقيقة أن بداية التصدع في الأمن القومى بدأ سنة منذ العام 1982 م ،وهو الاحتلال الاسرائيلي لعاصمة عربية هي “بيروت” ..ورغم أننا نسينا هذا الحدث المزلزل،  الا أننا لايمكن أن ننسى مسارات التاريخ باعتبار ما حدث آنذاك شكل بداية مرحلة.فالأحتلال الاسرائيلى لبيروت كان مزعجا لشعوب أوربية حيث خرجت مظاهرات حاشدة منددة في كل من إيطاليا وفرنسا ولندن ،دون أن تتحرك شعرة عربية واحدة.

أما التصدع الأخطر فقد وقع في الثاني من أغسطس 1990 م حين غزا العراق الكويت مقارنة بما كاد أن يحصل في سنة 1961م لولا الشعور بالمسئولية ..مسئولية الأمن القومى من قبل مصر والزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي منع حدوث كارثة مشابهة من قبل عبد الكريم قاسم أنذاك،وكان لذلك مغزاه المهم بالنسبة للدور المصري المحوري في حينه،فبدلا من أن نأتى بقوة أجنبية تعبث بالمنطقة كيفما تشاء ارتأت مصر عبدالناصر أن تكون هى رأس الحربة لحماية الامن القومى العربى.

وللاسف الشديد، فالقليل يتحدث عن هذه الحادثة أو الذي استطاع أن يعقد مقارنة بين الحدثين ،ثم جاء الحدث الأخير طبعا الذي هو الأحتلال الامريكى للعراق؟!

وبغض النظر عن النظام الحاكم في العراق أنذاك الا أن الإشكالية الحقيقية تمثلت في أن يأتي من بين العرب من يدفعون بقوى أجنبية لتدمير بلد عربى محوري ،وهي الإشكالية التي لم أتمكن من استيعابها حتى الان فهي التي اوصلتنا الى هذا الأنحدار؟

وبعد تدمير العراق جاء دور سوريا،فمنذ اللحظة الأولى كان شعورى – وكنت اتحدى الجميع في جلسات عامة وخاصة- ان الهدف من هذا العمل الذي حصل والدعم لما يسمى بالمقاومة أو المعارضة السورية هو تدمير سوريا وليس تغيير النظام،وكان يرى الكثيرون بأنني مخطئ ،وكنت أتمنى أن أكون مخطئا “….” لكن الواقع – وللأسف – يؤكد صحة ماذهبت اليه من قراءة مبكرة للمشهد في سوريا؟!

التدمير الممنهج

ثم يأتى الانهيار الأخر المتمثل في تدمير دولة عربية تدميرا ممنهجا على مدى ثلاث سنوات لأسباب لم أفهمها،فضلا عن كونها غير منطقية ولايمكن قبولها والتسليم بصحتها – على الأقل بكم ما عندي من معطيات – لم استطع ان افهم هذه الاسباب وهى ان محاربة ايران يمكن أن تتحقق من خلال اليمن”…” بينما من الجانب الآخر لو اخذنا ايران سوف نرى بانها تتقدم في كل مرحلة حيث تحقق انجازات في منطقة الخليج وحققت انجازا كبيرا في العراق وحققت انجازا أكبر في سوريا ثم اليمن وهكذا….!!!

وبالتالى فنحن نمر بمرحلة خطيرة جدا لاسيما فى ظل غياب ما يسمى “العمل العربي المشترك”،كما أننا نعاني من غياب جامعة الدول العربية،وهو الامر الذي يشكل كارثة بحد ذاته؟..وبهذه المناسبة،أنا لاأملك الا أن أشيد وافتخر بالأمين العام الأسبق للجامعة – الشاذلي القليبي – الذي قدم استقالته حين رأى أن الجامعة تتخذ قرارات لاتتماشى مع قناعاته ..فما أحوجنا اليوم  لهذا النوع من الشجاعة في المؤسسات الإقليمية!

اعتقادي أن الجامعة العربية اصبحت مضيعة للوقت ومضيعة للمال ولل….. على الاقل في هذه المرحلة ،ولذلك فالدول العربية بحاجة ماسة الى اعادة النظر في هيكيلية العمل العربى المشترك.

نموذج فريد..ولكن؟

أما قضية مجلس التعاون الخليجي ،فقد كان نموذجا فريدا في الوطن العربى وكنا وكل العروبيين نفتخر بهذه التجربة على الرغم من الخلافات التي كانت أصلا موجودة منذ بداية تأسيس المجلس الا أن المصلحة الانية كانت تطغى عليها ،وهي التي تمثلت أنذاك في الحرب العراقية الايرانية ،ثم جاء الغزو العراقى للكويت فاستمر هذا المجلس في اتخاذ قرارات وعقد لقاءات للجانه ومجالسه الوزارية،وان كان دوره ليس فاعلا الا أنه كان تمهيديا أعطى الجامعة العربية دفعة معينة ،فقد أصبح لدينا مجموعة من ست دول لها مواقف شبه محددة ،ثم جاء مجلس التعاون العربى بأهداف محددة وحقيقية تتمثل في إيجاد نوع من التنافس مع مجلس التعاون الخليجي ،وكان اكثر ديناميكية في المرحلة الاولى وكان يتخذ قرارات تفيد المواطن في دوله الأعضاء ،ولكن ايضا للاسف الشديد ان هذه المنظمة لم تستمر ولست ادرى هل هى موجودة هيكليا ام انتهت؟

وهكذا..باختصار أتمنى أن أكون قد استطعت أن أوجز قضية التصدعات التي حصلت ،والتي هي في الحقيقة مهددات ،فلولاها ما وصلنا الى المرحلة التي نحن نعيشها اليوم!

العواطف كارثة للأوطان؟

الزمن:  ذكرت مهددين ،أولهما التصدعات التي حدثت في الخليج العربى،والثاني في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون العربي ،بينما لم تتطرق الى الاتحاد المغاربي؟

المسكري: نعم ..اكيد له دور أيضا ،فأنا تابعت موضوع الاتحاد المغاربى والحقيقة المغاربيين متأثرين بالثقافة الاوروبية ،وبالتالى فهم عمليون أكثر منا نحن حيث تسيطر العاطفة على تصرفاتنا وقراراتنا ،وبالتالي فعندما تكون العاطفة مسيطرة على قرار الانسان – خارج الحب والعشق- تكون كارثة للأوطان؟!

وبهذه المناسبة أستثني سلطنة عمان لأن تجربتها بعيدة كل البعد عن العواطف ،فلديها ثوابت تمشى على هديها ..وفي هذا السياق أرجو أن تسمحوا لي بأن اعطيكم مثالا بسيطا،فقد كنت في الخارجية حين وقعت محاولة اغتيال امير الكويت ..طبعا كل الدول أصدرت بيانات ،لكننا تلقينا “توجيهات” مفادها أنه لا داعى للبيان ،لكننا نأسف على هذه المحاولة ،وقد تعلمنا كثيرا من صاحب الجلالة السلطان قابوس فيما يتعلق باتخاذ القرارات الهادئة الغير محكومة بلحظات انفعالية عاطفية.

ليست مذهبية؟!

الزمن: كيف ترون مستقبل المنطقة في ظل تفشي ظاهرة الصراعات المذهبية؟

المسكري: شوف يا سيدى ..المشاكل التي حصلت وتحصل ليس لها علاقة بالمذهبيات ابدا ..هى كلها قضايا سياسية بحتة ،ربما تكون المذهبية عاملا مساعدا لكن الأساس أنها ليست مذهبية ، هى قضايا سياسية وصراعات سياسية أدت الى هذا الحال الذي نعيشه.. يعنى مثلا بين قطر والسعودية مذهب واحد – حنبلى وهابي – بينما ما نراه اليوم من خلافات بين البلدين أشد من الخلاف بين الشيعة والسنة؟!

الحقيقة هي ان الشيعة يشكلون جزءا من الاطياف الموجودة في كل بلد عربى ،ولا يمكن الباس ما يحدث حاليا عباءة “المذهبية” لأنها خلافات موجودة منذ الف وأربعمائة سنة. والشيعة – اذا اردنا الحقيقة- فهم عرب ممن شايعوا الامام علي بن ابى طالب،والحسين والحسن .

فتش عن الأموال الخليجية؟

الزمن: هناك حالة من الارتباك المؤسف في الشارع العربي ،حيث لم يعد قادرا على استيعاب الأسباب الكامنة وراء تدفق الأموال الخليجية لتغذية نيران الحرب في سوريا؟ماهو المطلوب فى سوريا؟ماهو المطلوب في اليمن؟ ..؟وهل إيران هي العدو الحقيقي للعرب ؟وهل تركيا هي عدو حقيقي للعرب؟أما هناك عداء آخر؟

المسكري: للاسف الشديد ، هذه الاموال التي صرفت فقط في الحرب تجاوزت حسب اعتقادي تريليون دولار في صفقات الأسلحة مع كل من  الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا؟؟..وهذا بالطبع بخلاف التبرعات أو الهبات “أو سمها ما شئت” التي بلغ المعلن عنها فقط 460 مليار دولار لدولة واحدة فقط تعرفونها جميعكم!

وللأسف الشديد أن أصدقاءنا في الغرب يتحدثون بكل بجاحة – عندما يوقعون علي صفقات أسلحة مع دولة خليجية أو عربية- بأن ما يهمهم في هذه الصفقات هو خلق وظائف لمواطنيهم وليس الدفاع عن هذه الدولة أو تلك؟..فهذا ما يقولونه امامنا بكل صراحة “..” فحتى وزير الدفاع الفرنسي عندما وقع على صفقة شراء أسلحة مع دولة خليجية قال بأن هذا يخدم الشأن الفرنسي ،وكذلك بريطانيا نفس الشئ!

وبالتالي.. فلو أخذنا 20 بالمائة فقط من الــ 200مليار دولار التي تم انفاقها حتى الان علي الحرب في كل من سوريا واليمن – يعني 40 مليار دولار- لانفاقها على مشروعات تنموية وخدمية في سوريا لكانت تحولت الى جنة الله في الأرض،خاصة أنها لم تكن بحاجة الى استيراد غذائها،وانما مكتفية ذاتيا في كل شيء تقريبا ،ولم يكن عليها ديوان خارجية وعندها احتياطيات هائلة من النفط والغاز ..وربما هذا هو أحد الأسباب الرئيسية الكامنة وراء شهوة أطراف بعينها لممارسة التدمير والتخريب في سوريا.

أما اليمن،فلو ضخوا عشرة مليارات أوعشرين فقط على انشاء مشروعات تنموية وخدمية لكان الامر مختلفا تماما الان ،ولكن مع الأسف الشديد خرجت مبادرة مجلس التعاون التي كانت كل نقاطها تسعى لحل مشكلة علي عبدالله صالح وليس حل مشكلة اليمن ،وبالتالي لم يكن بها أي عامل لدعم اليمن أو تشجيع لليمن نفسه.

ألم يكن هناك حلول سياسية تخدم اليمن الموحد القوي وتدعمه اقتصاديا بمليارين أو عشرة مليارات،خاصة أن هناك بعض الدول الخليجية التي كانت قد أنفقت مبالغ كبيرة في الحرب الاهلية اليمنية التي جرت صيف العام 1994م  لدعم طرف ضد الاخر،و بعض الدول كانت تقدم أموالا لكل الأطراف المتنازعة..!..ولعل الاستاذ عاصم كان شاهدا رئيسيا من أرض الواقع – باعتباره مراسلا عسكريا في اليمن أنذاك – على بعض الدول الخليجية التي ذهبت بعيدا في دعم الجنوب ضد الشمال..دعم الانفصال ضد الوحدة؟

أما إيران يا سيدى في عصر الشاة فقد كان الكل يشد اليها الرحال من كل المنطقة ،فعندما قررت بريطانيا الانسحاب من شرق السويس ،قرر الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – التوجة إلي بريطانيا حيث قال: نحن مستعدون لتحمل تكاليف التواجد البريطاني في الخليج،وذلك بينما كان نظام الشاة يمتلك خامس قوة في العالم ،و لكن ليس لحماية اراضينا وانما لحماية المصالح الغربية.

ولذلك، فعندما اندلعت الثورة الإسلامية في ايران لم تكن المشكلة مع النظام ،وانما كان الخطر الحقيقي الذي تخشاه دول الخليج العربية آنذاك هو “نموذج الثورة”،والحرص على منع تصديره الى دول الجوار،وبالتالي أعلنت عداءها لايران التي لها مصالحها واستراتيجتها.

وبالنسبة لعمان،فقد وقعت أتفاقية حدود بحرية في ظل قوة الشاة الذي لو قال في وقتها أنه لن يعطي عمان أي مساحة من مضيق هرمز ما كانت عمان تستطيع الاعتراض.. ما كانت عندها قدرة على ذلك ،فلم يكن باستطاعة أحد في المنطقة مواجهة الشاه الذي كان قويا جدا،وللعلم فان الحدود البحرية لمضيق هرمز هي التي ساعدت علي حماية عمان لأن كل الممرات المائية تأتي من خلال المياه العمانية وليس من المياه الإيرانية.

 أما تركيا فقد كانت في مرحلة من المراحل ،ومازالت، تشكل خطرا علي شمال سوريا والعراق ،وقد اغتصبت أجزاء هناك بالفعل.. وبالتالي، إذا أردنا أن نعدد كل من يشكل خطرا علينا فسوف نصل في النهاية الى أننا سنعادي أنفسنا؟؟ ولذلك يجب علينا أن نتعامل مع تركيا تجنبا لهذا الخطر ،فتركيا كانت حليفة للسعودية وحليفة لقطر وحليفة لكل الدول الخليجية والعربية بشكل عام..وعلينا أن نسأل أنفسنا لماذا تحولنا بقدرة قادر إلي أعداء لتركيا ؟!

المبادرة..والنفق المظلم

الزمن: هل في رؤيتك وقراءتك ومعطياتك أن القادم الذي تقول بأنه سيكون أسوأ يشمل مصر أيضا ؟ وهل هناك أمل في مبادرة تأتي “يوما ما من أحد ما” تخرجنا من هذا النفق المظلم عربيا وإسلاميا ؟

المسكري:  المعطيات بشكل محدد تشير الى أن مصر هي دولة المحور في العالم العربي،وأن سقوطها – لاقدر الله – سوف يعني بالتأكيد سقوط الكل بدون استثناء ،ولذلك فليس من مصلحة أي كان في العالم العربي أن تكون مصر ضعيفة ،وانما مصر القوية هي عمود الخيمة العربية ،وعلينا أن نحافظ على هذه القوة التي هي بالفعل تشكل بارقة الامل الوحيدة المنظورة لحماية الامن القومي العربي..أو ما تبقى منه على الأقل!

ردا علي سؤالك الثاني فمصر هي الدولة الوحيدة في العالم العربي التي تستطيع أن تقوم بمبادرة حقيقية لأعادة هيكلة ورأب الصدع في العالم العربي ،وضعف مصر هو سبب الانهيار  الذي حدث، وهذا ليس حبا في مصر فقط ،وأنما هذا قدرها شاء من شاء وأبى من أبى..ولذلك فالمخططات الخبيثة سوف تستمر في محاولاتها بلاهوادة لاضعاف مصر أقتصاديا وسياسيا وعسكريا .

مصر هي دولة المحور في العالم العربي وعليها مسئوليات يجب أن لا تتخلي عنها لان هذا التخلي لو حدث سوف يعني أنها تتخلى عن دورها التاريخي ،فعبد الناصر – رحمه الله – كان عنده قراءات واضحة في ربطه الأمن القومي المصري بالامن القومي العربي..وهو مانرجوه الأن .

الزمن: لماذا تراجعت الجامعة العربية عن دورها ؟

المسكري: كان للجامعة دورا كبيرا جدا ،ولكن عندما قويت الجامعة العربية قررت الدول العربية ذاتها أضعافها ،فقد كانت المرة الأولى من نوعها أن تطرد الجامعة دولة مؤسسة مثل سوريا،وهو مالم يحدث حتى عندما خرجت الى تونس عندما قررت قمة بغداد”المسماة الصمود والتصدي” عام 1979م تجميد عضوية مصر آنذاك بسبب توقيع السادات لاتفاقيات كامب ديفيد،وكانت عمان هي الدولة العربية الوحيدة “مع السودان” التي رفضت قرارات هذه القمة إدراكا منها للثوابت التي لايمكن لاحد أن يتلاعب بها،وتأكيدا على أهمية الدور المصري أنذاك،والذي لايزال يعول عليه الكثير.لكن جاء اليوم الذي نرى فيه جامعة الدول العربية تأتي بقوة أو معارضة  لتحل محل الدولة؟؟!..ولذلك نعيد التأكيد على أن دور الجامعة العربية يعود بقوة مصر ،فهذه عملية مترابطة فاذا اتخذت مصر قرارا سوف يلتزم به غالبية الأعضاء تقديرا لهذا البلد واحتراما لدوره وتاريخه العريق ..

لا أستثني أحدا؟

الزمن: ماهي المهددات الرئيسية للامن الأقليمي في الخليج ؟هل تعتقد أن إيران تشكل أحد هذه المهددات؟هل تركيا تشكل أحدها ؟هل الإرهاب أحد المهددات الرئيسية خاصة إنه تمكن من السيطرة علي أجزاء كبيرة من  أراضي سوريا والعراق ؟أم هل لاتزال إسرائيل هي المهدد الرئيسي للمنطقة العربية بالرغم من وجود مهددات أخري؟

المسكري: أنا لا أستثني أحدا في عملية تمزيق العالم العربي ،فهذا  بلا شك لصالح إسرائيل …أما فيما يتعلق بإيران فهي دولة عظمي في المنطقة ،ولها أمتدادات من باكستان وملاصقة للعراق ،ويجب ألا ننسى بأننا نحن الذين قدما العراق لإيران على طبق من ذهب؟!

وفيما يتعلق بالإرهاب ،فقد عشنا في الستنيات من القرن الماضي وكنا نواجة الحركة الوطنية خاصة القومية  والناصرية بالاسلاميين وكان من يمول هؤلاء هي نفس الجهات التي تمول الحركات الإسلامية واليسارية ،وهي التي بدأت أعلان فتاوي الجهاد في أفغانستان  وجندت عشرات الألاف من الشباب العربي الذين دخلوا في حرب الجهاد الافغاني ضد الاتحاد السوفيتي أنذاك،وبعد أنسحابه حلت أمريكا مكانه “…” !

هؤلاء الشباب الذين تم دفعهم من أجل حمل السلاح وحملوا أرواحهم من أجل الجهاد في سبيل الله كان من المفترض إعادة تأهيلهم وأستيعابهم وأعطائهم فرصا لتحويلهم من قوة سلبية إلي قوة إيجابية لخدمة أوطانهم ..وهذا مافعلته سلطنة عمان في هدوء بعيدا عن الضوضاء..ولذلك أرجو أن لا نتكلم عن موضوع الإرهاب لأن هذا الإرهاب الذي نتكلم عنه في الأمم المتحدة ،وفي الأتحاد الأوربي ،وفي الجامعة العربية ،وفي مجلس التعاون ..علينا أن نسأل أنفسنا قبل الحديث عن خطر الإرهاب عن الجهات التي مولت وصنعت هذا الإرهاب؟؟؟.

الزمن: الا تعتقد أن الإرهاب في حد ذاته أيا كان ،أو الواقفين خلفه هو السبب فيماجري خلال الأعوام  السبعة الأخيرة ..والا يشكل مهددا أمني داخل بعض الدول أو الأمن القومي العربي؟

المسكري: المؤسف أن من يمولون الإرهاب يعتقدون أنهم بمنأى عن مخاطره ..وبهذه المناسبة أتذكر أنني كنت في جلسة حوارية “مثل هذه الجلسة” قبل حوالي سنة في ديسمبر الماضي ..وكان بها أمريكان وأتراك،وسؤلت سؤال : القوى “أو المجموعات” التي يجري التفاوض معها الأن ،والمسلحة بأسلحة ثقيلة وحتي بأسلحة كيماوية أين تذهب وكيف تخرج من “دوما” مثلا أو “الموصل”؟ أما أن تذهب لجنوب الأردن أو العراق وسوريا والسعودية  أو تركيا ..وبالتالي فهذه العناصر التي خرجت من دوما أو حلب بمفاوضات “الخروج الامن” يجب علينا أن نسأل أنفسنا :أين ستدهب وهل يتم أحتوائها العناصر من قبل دولها وتحويل هذه الطاقة إلي طاقة أيجابية ؟؟…الحقيقة ليس عندي إجابة بقدر ما أحمل من شكوك!

الهيمنة الايرانية

الزمن:  هل تعتقد أن مشروع الهيمنة الايرانية في المنطقة عبر لبنان وسوريا والعراق، و أخيرا اليمن ألا يشكل ذلك خطرا علي المنطقة؟

المسكري:  المشكلة السياسية وليست دينية،كما أن إيران دولة واقعية موجودة في المنطقة ودولة قوية عسكريا وأقتصاديا وسياسيا وثقافيا ،هل نحن أيام عبد الناصر كان هناك اذاعة تبث بالفارسية وكان هناك بحوث فارسية في مركز الدراسات المصرية ،نحن في دول الخليج ليس لدينا فهم صحيح للعقلية الفارسية ..ونخن نعطي ايران المبررات لتهديدنا لأننا ضعفاء نستقوي بالأخرين ،فهناك فراغات موجودة وهي تملأها ،كما أننا تخلينا عن مشروعنا .

الصناديق السيادية

الزمن: هل توافق الرأي القائل  بأن المهدد الأقوي هو المهدد الأقتصادي ،وخاصة بالنسبة لدول التعاون الخليجي التي تعتمد علي سلعة واحدة هي النفط ،فالى أي مدى يمكن أن يهدد ذلك مستقبل دول الخليج العربية؟

المسكري: قدمت ورقة في مؤتمر الدوحة منذ خمس سنوات تحدثت من خلالها عن هذا الجانب الأقتصادي وخطورته ليس فقط علي دول الخليج انما علي الدول العربية جميعها ،وقد اقترحت أنذاك علي الدول التي لديها صناديق سيادية بأن تأخد نسبة من 10 إلي 15% لتعيدها إلي الدول العربية بأستثماراتها الداخلية بدلا من الاعلانات عن رغبتها في جلب الاستثمارات الأجنبية الى المنطقة!

نعم..المهدد الأقتصادي خطير جدا وأتفق معك ،دولة كمصر أو مثل سوريا لديها اقتصاد بمعنى الكلمة..فهناك موارد متعددة ومتنوعة،وهي ليست أسيرة لمصدر وحيد للدخل، أما دول الخليج المصدرة للنفط ،فاعتقادي أن هذا يشكل خطرا أكثر ،فخلال الثلاث سنوات أو الأربعة الماضية أصبح لدينا نوعا من “الفزع” في دول الخليج فيما يتعلق بانهيار أسعار النفط، حتى أن أصحاب القرار في هذه الدول كانوا يتساءلون يوميا عن أسعار النفط “….” ،كما أن دول الخليج مهددة ديموغرافيا “سكانيا” فهي تستقبل ما بين 11 الى 16 مليون  وافد معظمهم من الاسيويين الذين يشكلون نسبة تتراوح ما بين 65 الى 70% من اجمالي التركيبة السكانية؟.وأن هذا الوضع يشكل احدى البدايات الخطيرة المهددة لمستقبل هذه الدول سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، كما أن هناك مجموعة من رجال الأعمال الكبار من جنسيات أخري غير عربية موجودة في دول الخليج باستثمارات هائلة،وهم ينظرون الى المنطقة باعتبارها عمقا استراتيجيا وامتدادا لهم ولبلدانهم ،بينما يعد هذا التواجد – من وجهة نظري – المهدد الناعم  لدول مجلس التعاون الخليجي في هذة المرحلة… فقد يختلف الوضع بعد سنتين أو ثلاث سنوات.. كما أن العنصر الثقافى مؤثر ايضا خاصة بعد التغيرات التي تحدث فى المنطقة سواء فى السعودية أو غيرها ،فهناك بعض المتغيرات الثقافية.

أين العدو الحقيقي؟

الزمن:  انا بدأت اتعجب الان مما يحدث فى المنطقة العربية ،،يبدو اننا دخلنا فى عصر التفاوض مع غير الحكومات ..يعنى هناك حزب الله والحوثيين وداعش..وعلينا ان نتفاوض مع هؤلاء ..يعني نعمل جامعة عربية وجامعة اخرى لقوى ليست حكومية على الأرض.. الأغرب من هذا الضعف الغير عادى حيث يخرج أناس مسلحون من تحت الأرض وفي خلال شهور معدودة يحتلون ثلاث  دول ويعيدون رسم الحدود ويتاجرون فى الآثار والبترول والمخدرات ويعيدون سيرة بيع الأسرى والجوارى .. ولو أن أحدا كتب هذا الكلام باعتباره وقائع أسطورية ما صدقه احد..فما هو تفسيرك لهكذا ظاهرة؟

المسكري: يرجع هذا الى ضعف الدول داخليا حيث اصبحت مفككة ..فمثلا لبنان تتعامل مع حزب الله كقوة وطنية ..وبالتالى انا اعتقد ان هذه مشكلة حقيقية.

اول شئ يجب تحليل من هو العدو.. فقد اصبح العدو الان صديقا وحليفا.. والان نبحث عن عدو آخر ،بمعنى اننا اصبحنا نتحالف مع العدو الحقيقى للبحث عن عدو وهمي ..وأنا متأكد لو أن الموقف الأمريكى الغربى قد تغير غدا “إيجابيا” تجاه ايران فسوف نهرول جميعا الى طهران؟؟؟

الاستقرار..الاستقرار

الزمن :كثر الحديث عن هروب المال العربى الى اوربا وغيرها ايهما افضل من وجهة نظرك للاستثمار المال العربى فى بلدان العرب او افريقيا لنبتعد عن المشاكل التى نعانى منها حاليا؟

المسكري: يمكن ان نقول ان رأس المال جبان ..وهذه نظرية اقتصادية ..وبالتالى يمكن ان نعذره  اذ لا يمكن ان نتحدث عن هروب الأموال – يعنى المال سواء عربى او غير عربى- لانه يبحث عن استقرار سياسي واستقرار اجتماعى، يعنى مثلا فى الأزمة القطرية هربت كثير من الأموال من الامارات والسعودية والكويت، وذلك لعدم وجود قوانين تحميها ..يعنى يأتى قرار سياسى فوق القانون يهدم كل شيء! فاذا اوجدنا آليات لحماية روؤس الاموال داخل البلد فسوف تكون مطمئنة.. أليات تحميها من اى قرار مفاجئ او اى تقلبات.

الزمن: قلت ان رأس المال جبان ويبحث عن المكان الآمن.. الأن الحكومة المصرية تحاول بكل جد ان تخلق هذا المكان الأمن لجذب رؤوس الأموال العربية هنا فى مصر للاستثمار وخلق فرص جديدة؟

المسكري: أعتقد اذا استمر الاستقرار فى مصر فسوف تأتى الاستثمارات لأنها تبحث عن شيئين ..الاستقرار والأرباح.. لكن القوانين يجب أن تكون صارمة وحازمة ..وبصراحة هناك شكاوى كثيرة من وجود قوانين كثيرة ليس فيها مرونة لدرجة أنها ربما تسمح “بالتلاعب” من خلال بعض الثغرات ،وبالتالى فعلى الدولة المصرية اذا ارادت فعلا أن تخلق مناخا ايجابيا جيدا أن تضع قوانين واضحة المعالم والنصوص الخالية من الثغرات فيما يتعلق بحماية الاستثمارات وتسهيل الإجراءات حتى للمصريين وليس للاستثمارات الخارجية فقط.

الزمن: لكن الاستقرار الذي تعيشه الدولة المصرية ..ألا يعد وسيلة للتعامل مع هذا المنطق؟

هناك عاملان مؤثران أولهما استمرار الاستقرار السياسى ،والثاني قضية القوانين..أن توجد أليات محكمة لحماية الاستثمارات فى مصر ..فعندها ستكون من أفضل الدول التى سوف تسعى اليها الاستثمارات لأن كل شئ موجود فى مصر..سوق ضخم وموقع جغرافي فريد وأيدي عاملة  رخيصة..وخطوط مواصلات متنوعة ومفتوحة في الداخل والخارج.

قابوس..والمستقبل العماني

الزمن: كلام معاليك عن ضعف الدول العربية من الداخل من أهم النقاط التى تهددنا ،والسؤال هنا يتعلق بسلطنة عمان التي كانت دائما قوية بفعل ما تعيشه من أمن وأمان في الداخل ،فضلا عن مواقفها السياسية الثابتة التي تنأى بنفسها عن أية نزاعات خارجية ،الا أن هناك من يعتقد بوجود “مهدد قوي” لعمان من الداخل يتمثل في  غياب صاحب الجلالة السلطان قابوس – أبقاه الله واطال فى عمره- فهناك مخاوف من أليات انتقال السلطة ،كما أن هناك تخوف على استقرار سلطنة عمان الذى دام ثمانية وأربعين عاما هي فترة حكم السلطان قابوس حتى الأن .. نحن متخوفون مما يمكن أن يأتي به المستقبل الغامض..ومن حقنا أن نتخوف على دولة نحبها ونحب شعبها ونحب قيادتها؟

المسكري: هناك اسئلة عديدة تطرح حول هذا الموضوع ..ماذا بعد؟

طبعا هناك قراءة قانونية ثابتة للنظام داخل سلطنة عمان لمن يحق له ان يكون سلطانا وكيف يأتى ؟..

فالباب الأول من النظام الأساسي “الدستور” يقع في تسعة مواد تنص المادة السادسة على أن “نظام الحكم سلطانى وراثى فى الذكور من ذرية السيد تركى بن سعيد بن سلطان،ويشترط فيمن يختار لولاية الحكم من بينهم أن يكون مسلماً رشيداً عاقلاً وأبناً شرعياً لأبوين عُمانيين مسلمين،ويقوم مجلس العائلة الحاكمة-خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان – بتحديد من تنقل إليه ولاية الحكم،فإذا لم يتفق مجلس العائلة الحاكمة على إختيار سلطان للبلاد قام مجلس الدفاع بتثبيت من “أشار به السلطان فى رسالته إلى مجلس العائلة”،ويؤدى السلطان قبل ممارسة صلاحياته فى “جلسة مشتركة لمجلسى عمان والدفاع” اليمين الأتية:”أقسم بالله العظيم أن أحترم النظام الأساسى للدولة والقوانين،وأرعى مصالح المواطنين وحرياتهم رعاية كاملة،وأن أحافظ على إستقلال الوطن وسلامة أراضيه،وتستمر الحكومة فى تسيير أعمالها كالمعتاد حتى يتم إختيار السلطان ويقوم بممارسة صلاحياته.

وهذه المادة التي تعالج عملية انتقال السلطة جرى تعديلها قبل سبع سنوات بما يسمح باشراك كل من مجلسي الدولة والشورى ممثلين بشخصي رئسيهما،والسلطة القضائية ممثلة في رئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه- الى جانب مجلس الدفاع الاعلى الذي لايضم في عضويته أي شخص من الاسرة الحاكمة – في عملية انتقال الحكم “حال شغور منصب السلطان”،وذلك ما لم يتفق مجلس العائلة على اختيار السلطان الجديد.

فالاختيار يتم خلال ثلاثة ايام من شغور المنصب وفي هذه الحالة يجب ان تجتمع الأسرة الحاكمة لتتفق على من هو الأصلح للحكم ،وان لم يتفقوا خلال الثلاثة ايام يعقد مجلس الدفاع الاعلى ليفتح الوصية ويقوم بتثبيت من أشار اليه السلطان في وصيته.. فهناك وصية من صاحب الجلالة.

نحتاج معجزة؟

الزمن:  ماذا عن مستقبل مجلس التعاون الخليجى ..وهل شكلت الازمة مع قطر خصما من رصيد المجلس وفاعليته بشكل حقيقى؟

المسكري: فى رأى الشخصى أن فاعلية المجلس انتهت..ولكن وجوده كاجتماعات قمة قد يستمر الى ما لا نهاية الا أن فاعلية هذا المجلس انتهت..والأخطر من هذا فى وجهة نظرى ليس الخلافات السياسية بين الدول ،وانما هو انسحاب هذه الخلافات على الرأي العام مايجعلنا بحاجة الى معجزة لنتمكن من اعادة تفعيله.

فالخلافات كانت موجودة منذ بداية تأسيس المجلس بين كل الدول الأعضاء فيما بينها البين، لكنها كانت محصورة بين القادة او بين الدول بشكل مغلق جدا ،أما اليوم فتأثير هذه الخلافات يبدو واضحا بين النخب المثقفة في دول الخليج العربية ،وانتقالها الى مستوى المثقفين هو أخطر ما في الموضوع فقد تحول هذا المثقف او ذاك فى ليلة وضحاها الى عدو لهذه الدولة أو تلك، وهذا للأسف صار على مستوى الخليج بشكل كبير.

الزمن: تحدثت عن النظام الأساسى في السلطنة فيما يتعلق بعملية انتقال السلطة ،وتأثيره على وجود المنصب الأكبر ..فهل تعتقدون بأن الاخلال بنظام التوريث في المملكة العربية السعودية – الذي أصبح من الاب الى الابن بدلا من الأخ الى أخيه – هل هذا التغيير يمكن أن يؤدى الى مخاطر ؟

المسكري: المرحلة فى السابق كانت متغيرة ..والأن نحن فى مرحلة جديدة ..وانا شخصيا اتابعها عن بعد ،ولكن أصبح من الطبيعي الان أن يأتي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان الى عرش المملكة خلفا لوالده.. وهذا هو المحدد فى المستقبل المنظور..لكن فيما بعد علينا ان ننتظر لنرى ما يجرى؟

الزمن: هل شعرت بالقلق من عبارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة ان بدون الحماية الأمريكية لبعض الانظمة فى المنطقة يمكن ان تسقط خلال أسبوع..هل شعرت – كسياسي عربي – بخدش للكرامة القومية؟

المسكري: لماذا تحملون القومية وزر الآخرين؟؟.. إذا كان المقصودون من هذا القول يرضون عن هذا الشئ فما ذنبنا نحن؟! بالعكس تماما ..فأنا أقول أن ترامب رجل صادق مع نفسه ..فقد أعلنها منذ البداية بأنه يعادي أي شئ اسمه الأمة الإسلامية أو العربية ..وبالتالى فهذه رؤيته يقولها بصراحة ووضوح وشفافية .

الزمن: وهل تعتقد بأن دول الخليج ستدفع لترامب فاتورة حماية أنظمتها ،والتي يقدرها هو بسبعة ترليونات دولار يقول أن أمريكا تحملتها خلال السنوات الثمانية عشرة الماضية؟

المسكري: أعتقد أنه في بقاء ترامب ستدفع بطريقة أو بأخرى!!!

الزمن: كيف تنظر الى مستقبل الحكم دولة الامارات العربية المتحدة ؟

فى ابوظبى العملية محسومة ..أما بالنسبة للامارات الست الأخرى فليس لها دور سياسى ثقيل.

الزمن: متى يمكن تحقيق المصالحة بين النخب الحاكمة وبين الشعوب ؟وهل تعتقد بعد سبع سنوات من الأزمات التي كان طرفاها السلطة والشعوب ،ورغم الثورات مازالت الأنظمة تتعامل بنفس القدر من سوء التقدير للشعوب؟وهل تعتقد ان المرحلة الراهنة باتت مهيأة لانجاز مصالحة بين السلطة والشعوب في الدول العربية على نحو يقلص من عناصر التهديد الخارجى ؟

المسكري: فى تلك القضية الحكومات هى التى يجب أن تخلق تلك الأوضاع ،وأنا سبق أن  قلت بأن الأمن القومى الحقيقى يبدأ من الداخل ..وأنه لايمكن لاي قوة في العالم أن تهزم دولة جبهتها الداخلية متماسكة متلاحمة مع مؤسساتها وتقف خلفها عونا وسندا ..أما اذا كان هناك في الداخل من يستقوي بالعنصر الأجنبى فستبقى الدولة – أي دولة – دائما تحت مقصلة التهديد!

وهنا لا أقصد دول الخليج فقط انما غيرها أيضا..ولكن دول الخليج هي الأضعف فى العالم العربى،وهو الضعف الذي لم نفلح حتى الان على الأقل في تحويله الى قوة من خلال المصالحة بين الشعوب والأنظمة من جانب،والنظرة الجادة الى العمق العربي لهذه الدول الخليجية.

مشروع السلطان..والفرص الضائعة

الزمن: دول الخليج لم تتفاعل ايجابيا مع مشروع السلطان قابوس الذي كان قد تم طرحه بعد حرب تحرير الكويت على الرغم من أنه لم يركز فقط على البعد العسكرى المتمثل في انشاء جيش قوامه 100 ألف مقاتل..فقد كان يتضمن أيضا جوانبا سياسية واقتصادية؟

المسكري: هذا كان مشروع متكامل – اقصاديا سياسيا اعلاميا عسكريا- ولكن لم يتم التركيز حينها الا على جزء بسيط من المشروع هو المتعلق بالجيش الخليجي الموحد. طبعا كل دولة لها رؤيتها لكن الذي أثير فى وقتها قضية الجيش ومن سيموله ؟حتى قيل بطريقة غير مباشرة ان عمان طرحت هذا المشروع لأنها تبحث عن وظائف لمواطنيها.! الى هذا الحد بلغ القصور في مستوى التفكير بالامور الاستراتيجية ..يعنى هل من المعقول أن دولة تريد تنشئ قوة خليجية للدفاع ستفكر فقط في تشغيل مواطنيها الذين هم ليسوا “عواطلية” أصلا؟؟ خاصة أن جلالة السلطان لم يتطوع باعداد هذا المشروع،وانما طلب اليه قادة الدول الأعضاء جميعهم اعداده ،كما أن مراحل الاعداد شارك فيها وزراء خارجية وداخلية واعلام دول المجلس الست .

والحقيقة أن المشروع لم يتم رفضه مباشرة ولكن طريقة التعامل مع المشروع كانت أسوأ من رفضه تماما..؟ يعنى مشروع حمل مسؤوليته جلالة السلطان بتكليف معلن من قادة دول المجلس عندما كانت الكويت،وما أن انتهت الازمة حتى انتهى المشروع..وهكذا نتعامل مع قضايانا الاستراتيجية؟

عمان أجرت دراسة استراتيجية عسكرية بينت أن دول المجلس الست مجتمعة اذا تعرضت لهجوم فلن تستطيع المقاومة أكثر من 28 ساعة فقط..اذا تعرضت لهجمة حقيقية حينها.

الزمن: وهذا جزء من الفرص الضائعة التى أهدرت فى دول الخليج وتحدثت عنها كثيرا .. فما هى الفرص المتاحة الان أمام دول التعاون الخليجى لتستعيد قدرا من فاعليتها؟

المسكري: أن نأخذ نموذج الكوريتين والهند والصين ….أن نعرف بأننا أمام خطر حقيقي..وجودي..وأن ننظر الى جبهاتنا الداخلية..وأن تتصالح الأنظمة مع شعوبها..وأن نعزز التواصل والتلاحم مع عمقنا العربي – وخاصة مصر – وعندها لن يتمكن لاترامب ولاغيره من تهديدنا!

أدار الجلسة:العزب الطيب الطاهر

شارك في الحوار

جلاء جاب الله

عادل سعد

د.ضاحي النجار

عاصم رشوان

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق