شهرية ..مستقلة

معالي الوزير .. مزيج من الابتسامة والحزن والدموع؟!

0

إعداد: محمد دنيا 

اهتم فى معظم أفلامه بالكيف على حساب الكم ، لفت الأنظارمنذ أول بطولة له في فيلم “شفيقة ومتوليوحتى معالى الوزير وحليم” ، مروراًبأفلام “طائر علىالطريق ، والعوامة 70 ، وعيون لاتنام ، وموعد على العشاء ، والبرئ ، وزوجة رجل مهم” ، والعديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهيروالنقاد على السواء .

وقد عانى هذا النجم وتعذب من أجل توصيل الفكرة والرؤية التمثيلية من خلال شخصياته التي يؤديها ، فقد كان يهتم كثيراً بتفاصيل الوجه أثناء الأداء ، وكل شخصية يؤديها تستنطقه وتحفزه وتتحداه أن يظهر كل ما بداخله من أحاسيس ..  وهو كذلك يقبل التحدي وينجح كثيراً.. كان فنانا قل أن تجد مثيله وسط هذا الكم الهائل من الممثلين العرب .

أحمد زكى .. علامة بارزة فى تاريخ السينما العربية ، ولانكون مبالغين إن قلنا والسينما العالمية أيضا ؟!

ميلودراما الحياة

ولد أحمد زكى عبد الرحمن فى الثامن عشر من نوفمبر1949 ، بقرية الحسينية التابعة لمحافظة الشرقية ،وقد تولى جده رعايته  بعد أن مات والده وهو في عامه الأول  وزواج والدته بعد رحيل الوالد مباشرة .

يتحدث عن طفولته فيقول: ” عندما يكبر الواحد يتيماً تختلط الأشياء في نفسه .. الإبتسامة بالحزن، والحزن بالضحك، والضحك بالدموع ! أنا إنسان سريع البكاء ، لا أبتسم ، لا أمزح . صحيح آخذ كتاب ليلةالقدر لمصطفى أمين ، أقرأ فيه وأبكي .. أدخل الى السينما وأجلسلأشاهد ميلودراما درجة ثالثة فأجد دموعي تسيل وأبكي ، عندما أخرج من العرض وآخذ في تحليل الفيلم، قد أجده سخيفاً وأضحك من نفسي ، لكنني أمام المآسي أبكي بشكل غيرطبيعي ، أو ربما هذا هو الطبيعي ، ومن لا يبكي هو في النهاية إنسان يحبس أحاسيسه ويكبتها .

حياتي ميلودراما كأنها من أفلام حسن الإمام .. والدي توفي وأنا في السنة الأولى .. أتى بي ولم يكن في الدنيا سوى هو وأنا ، وهاهو يتركني ويموت .. أمي كانت فلاحة صبية ، لا يجوز أن تظل عزباء ، فزوجوها وعاشت مع زوجها ، وكبرت أنا في بيوت العائلة ، بلا أخوة .

رأيت أمي للمرة الأولى وأنا في السابعة .. ذات يوم جاءت الى البيت إمرأة حزينة جداً ، ورأيتها تنظر اليّ بعينين حزينتين ، ثم قبلتني دون أن تتكلم ورحلت .. شعرت بإحتواء غريب .. هذه النظرة تصحبني حتى الان .. في السابعة من عمري أدركت أنني لا أعرف كلمة أب وأم ، والى اليوم عندما تمر في حوار مسلسل أو فيلم كلمة بابا أو ماما ، أشعر بحرج ويستعصي عليّ نطق الكلمة .

مع مرور الايام، وبعد أن كبر وأصبح شابا تغيرت نظرته تماما بل إنه اعترف في أحد حواراته انه لم يحمل أي ضغينة لأمه بل يعذرها لانها لم يكن أمامها وهي امرأة أمية بسيطة الا أن تتزوج وتعيش في كنف رجل مثلها مثل كل نساء الريف ..  وقد ظل علي علاقته بها يسافر اليها كلما اتيح له ،وقام ببناء منزل لها ولأشقائه من الأم في قريته ، وفي عز أزمته الصحية ، طلب أن يراها في المستشفي ، وجاءت اليه ليحتضنها في مشهد مؤثر.

البحث عن الذات

لم يضحك ” الفتى الأسمر ” فى طفولته بما فيه الكفاية ، ولم يبك أيضا بما فيه الكفاية .. ولكنه صمت بما فيه الكفاية .. وحين أراد أن يهرب الى الكلام ، وجد في المسرح متنفسه ، فالتحق بعالمه وهو يدرس فى الثانوية الصناعية ، ولحسن حظه أن ناظر المدرسة كان يهوى التمثيل .. أما ” زكى ”  فصار في فترة وجيزة هاوياً للتمثيل والإخراج المسرحي على مستوى طلاب المدارس .

يحكى عن رحلته فى البحث عن الذات ، فيقول : ” عندما كنت طالباً في مدرسة الزقازيق الثانوية ، كنت منطويا جداً لكن الأشياء تنطبع في ذهني بطريقة عجيبة : تصرفات الناس ، إبتساماتهم ، سكوتهم . من ركني المنزوي ، كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة لكي أصرخ ، لكي أخرج ما في داخلي .. وكان التمثيل هو المنفذ ، ففي داخلي دوامات من القلق لاتزال تلاحقني ، فأصبح المسرح بيتي .. رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب،فقررت أن هذا هو مجالي الطبيعى  .
بعد ذلك بفترة ،إشتركت في مهرجان المدارس الثانوية ونلت جائزة أفضل ممثل على مستوى مدارس الجمهورية . حينها سمعت أكثر من شخص يهمس : الولد ده إذا أتى القاهرة ، يمكنه الدخول الى معهد التمثيل .

هنا القاهرة

وعن بداياته مع الفن منذ أن التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ،و الذي تخرج منه عام 1973 من قسم التمثيل بتقدير ممتاز ، وهو نفس التقدير الذي حصل عليه في كل سنوات الدراسة ؟ يقول النجم الأسمر:  ” القاهرة بالنسبة ليّ كانت مثل الحجاز  في الناحية الأخرى من العالم .. السنوات الأولى في العاصمة .. يالها من سنوات صعبة ومثيرة في الوقت ذاته .. من يوم ما أتيت الى القاهرة أعتبر أنني أجدت مرتين .. في إمتحان الدخول الى المعهد ويوم التخرج  .

جئت الى القاهرة وأنافي العشرين .. المعهد ، الطموح والمعاناة والوسطالفني وصعوبة التجانس معه .. عندما تكون قد قضيت حياتك في الزقازيق مع أناس بسطاء بلا عقد عظمةولا هستيريا شهرة .. ثم الأفلام والوعود والآلام والأحلام   .. وفجأة ، يوم عيدميلادي الثلاثين ، نظرت الى السنين التي مرت وقلت :  أنا اتسرقت .. نشلوامني عشر سنين .. فى هذه اللحظة أدركت أن طفولتي وشبابي نشلا .. “؟!

التعامل مع الناس

ويواصلأحمد زكي حديثه عن بداياته فى “قاهرةالمعز” ومعاناته فى التعامل مع أهل الفن ،فيقول : ” ثلاثة أرباع طاقتي كانت تهدر في تفكيري بكيف أتعامل مع الناس ،والربع الباقي للفن .. أصعب من العمل على الخشبة الساعات التي تقضيها في الكواليس .كم من مرة شعرت بأنني مقهور ، صغير ، معقد بعدم تمكني من التفاهممع الناس .. وسط غريب ، الوسط الفني المصري مشحون بالكثير من النفاق والخوف والقلق ..أشاهد الناس تسلم على بعضها بحرارة ، وأول ما يدير أحدهم ظهره تنهال عليه الشتائم ويقذف بالنميمة .. مع الوقت والتجارب ، أدركت أن الناس في النهاية ليست بيضاءوسوداء ، إنما هناك المخطط والمنقط والمرقط والأخضر والأحمر والأصفر .. أشكال وألوان ” .

وسط العاصفة

البداية الحقيقية لأحمد زكى كانت وسط عاصفة من الضحك من خلال مسرحية ” مدرسة المشاغبين “، وكان هو الدمعة التى استطاعت غزو قلوب الناس .. وقد كان حوله ملوك الضحك : عادلإمام ، سعيد صالح ، يونس شلبي ، حسن مصطفى ، عبد الله فرغلي ، وهو التلميذالغلبان الذي يتصدق عليه ناظر المدرسة بملابسه القديمة .. وكان ” زكى”  قد شارك أثناء دراسته بالمعهد في مسرحيه “هالوشلبي” ، مع النجم الكبير ” عبد المنعم مدبولى ” .

 نجم بالفطرة

لفت ” الفتى الأسمر ” الأنظار إليه بعد أن تنوعت أدواره ، فى السينما والتليفزيون بعد أن انتقل من المسرح .. وترجم أداءهفى هذه الأعمال إلى جوائز ، وبدأ يوضع فى مقارنة مع نجوم وعمالقه داخل الوسط الفنى .

البداية حين قام بدور البطولة في مسلسل ” الأيام ” بعد أن قدم للسينما خمسة أفلام ،  فقد قام بدور عميد الأدب العربى ” طه حسين ” ، ووضعه النقاد فى مقارنة مع النجم محمود ياسين صاحب المائة فيلم  ، والذي قام بنفس الدور في السينما ..

استطاع من خلال دورثانوى في فيلم الباطنية،مع محمود ياسين ووحش الشاشة فريد شوقي ، أن ينتزع الجوائز وحده ، وهي شهادة من لجان محايدة على أنه، ورغم وجود العملاقين ، ترك بصماته في نفوس أعضاء لجان التحكيم.. وقد برز حين قام بدور البطولة في فيلم شفيقة ومتولي  أمام سعاد حسنيالتي أصرت على أن يكون أحمد زكي هوبطل الفيلم.
وشهدعام 1981 تحولا كبيرا في حياةالنجم أحمد زكي عندما قدم ثلاثة أفلام دفعة واحدة كان لها أثر كبير في نجوميتهواستمرار مسيرته الفنية اللامعة .. الافلام هي ” عيون لاتنام ” أمام العملاق فريد شوقيومديحة كامل عن سيناريو رأفت الميهي المأخوذ عن مسرحية يوجين أوتيل “شجرة الدردار” ، حيث قدم دورا لا ينسي.. وفي نفس العام يعودليمثل مرة أخري أمامالسندريللا في ” موعد علي العشاء ” ومعهم حسين فهمي، ولكنه – هذه المرة-يجسد دور الفنان الرسامالذي يعمل ” كوافيرا” لزوجة الرجل السياسي المعروف ويقع في حبها فتدبرله أكثر من مشكلة ليبتعد عنها حتي يموت مقتولا.. أما الفيلم الثالث فهو”طائرعلي الطريق”  الذي أخرجه محمد خان عن قصة بشير الديك ،وهو الفيلم الذي اندرج تحتمسمي السينما الجديدة التي أصبح أحمد زكي فارسها وكان صناع السينما يرون فيه المنقذ والممثل الذييلبي طموحاتهم فتهافتوا عليه..وبالفعل، عمل زكي مع رواد هذه المرحلة وقدم عام1982 فيلم ”  العوامة 70 ” للمخرج خيري بشارة ،وهو الذي ناقش أوضاعمثقفي السينما بجرأة وحماس شديدين وبعدها أفلام “الاقدار الدامية ،ودرب الهوي، والاحتياط واجب، والمدمن” ..وهكذا وجد لنفسه مكاناً فيالصف الأول ، أو بمعنى أصح حفر لنفسه بأظافره طريقاً الى الصف الأول !!

التنوع

عام 1984 شهد بداية مختلفة في مشواره ، فقدم خمسة أفلام دفعة واحدة من أهم أفلامه ،والتي برهن فيها أنه قادر علي التنوع والإبداع، فقدم دور عازف الطبلة في فيلم الراقصة والطبال“، وابن الاثرياء في الليلة الموعودة“، والملاكم الذي يحقق النجاح في الخارج في فيلم النمر الأسود“، وبعدها عرف الجميع أن هناك ممثلا قادرا علي تأدية أي دور، وقادر علي تطويع أي شخصية مهما كانت، والانصهار معها حتي لا تعرف من الممثل ومن الشخصية الحقيقية، واستمر علي هذا الحال ليشهد عام 1986 تأكيدا لموهبته وإبداعه المتناهي، فقدم شادر السمك مع علي عبدالخالق والثنائية الرائعة الحب فوق هضبة الهرم والبريء مع المخرج الراحل عاطف الطيب، وبعدها بعام وبعد أن قدم هذه الروائع ذهب الي عالم آخر ليؤكد عبقريته بتقديمه أنماط أخري مختلفة في أفلام ‘أربعة في مهمة رسميةو’البيه البواب’ وهي الأعمال التي أثبت فيها أنه قادر بالفعل علي أداء أي شخصية ، فمن موظف فقير لا يملك إلا قلبه إلي بواب العمارة صاحب التطلعات التي لا تنتهي .

ثنائى الأبداع

من الصعب أن نذكر اسمعاطف الطيب دون أن نتوقف قليلا أمام أفلامه التى لعب بطولتها الفتى الأسمر ، والذىتألق مع ” الطيب ” بشكل مدهش،حيث قدما معا أفلاما منها “ضد الحكومة والهروب”،وبينما قدم في الأول شخصية محام منحرف لامسته نار الانحراف فاستقام، ثم ثار على الفساد، وقام برفع دعوى قضائية على الحكومة بأكملها بسبب حادث أصيب خلاله عدد من الفتيان بينهم ابن له لميكن يعلم بوجوده .. وفي فيلمه “الهروب” قدم دورا لمنحرف من نوع آخر، حيثيدافع عن شرفه خارج إطار القانون بعدما خانته زوجته فقرر قتلها وقتل عشيقها.

أما أبرز أفلامه مع عاطف الطيب فكان ” البريء ” الذي أثار عاصفة من الأزمات قبل وأثناء عرضه، فقد اعترضت الرقابة عليه ، وتشكلت لجنة من ثلاث وزراء للتصريح به، وبالفعل تم تغيير نهايته ، وإن تسربت بعض النسخ بالنهاية التي صنعها مخرجه وبطله.

فيلم “البريء” يحكي عن جندي أمن مركزي شديد البساطة والبراءة والجهل هو ” أحمد سبع الليل رضوان الفولى ” يلقن بعد التحاقه بالتجنيد الإجباري ما يفيد أن كل المعتقلين أعداء للوطن .. ولأنه مفروض عليه بأن يحمي الوطن فعليه أن يكون شرساً في معاملته لهؤلاء .. وبذلك يتحول سبع الليل الى جلاد لنخبة من أدباء ومثقفين مصريين .

وتأتى اللحظة الفارقة ،عندما يصل فوج جديد من المعتقلين من بينهم إبن قريته ورفيق صباه حسين ممدوح عبد العليم .. هنا يبدأ سبع الليل في التشكيك فيما يقوم به ، حيث لا يمكن أن يكون حسين عدواً للوطن !! هكذا يلح الهاجس عند سبع الليل ، فيرفض تنفيذ أوامر الضابط شركس محمود عبد العزيز ، لدرجة أنه يفضل أن يسجن مع صديقه حسين في زنزانة واحدة .. وتصل الأمور لذروتها ، عندما يموت حسين من جراء التعذيب أمام ناظريه .. وإنتقاماً لصديقه ولمجمل المعتقلين الأبرياء ، يتناول سبع الليل بندقيته الرشاشة وهو أعلى برج المراقبة ويصوب على كل حراس المعتقل في غضب وتحدى .. وبعد أن يقضي على الفساد هكذا يعتقد يتناول سبع الليل نايه الذي كان قد أمر برميه سابقاً ، ويبدأ في العزف عليه  لولا أن رصاصة تنطلق من بندقية   بريءآخر ترديه قتيلاً ، لينتهي الفيلم بـالبريء الجديد وهو يسير بفخر مبتعداً بين جثث الجنود ، معتقداً بأنه قد قام بواجبه تجاه الوطن  .

كان أداء أحمد زكي هو الفيصل الحقيقي الذي جعلنا نصدق سبع الليل ، فقد
 أداها ببساطة وصلت أحياناً الى حد السذاجة التي يحتاجها الدور فعلاً ، ولم يتخل عنها لحظة واحدة ، فهو لم يمثل وإنما يقدم جانباً من شخصية موجودة في أعماقه لم تلوثها المدنية بعد .. عبقرية هذا الفنان هي التي جعلت من سبع الليل شخصية تتجاوز مرحلة السكون وتتحول من مجرد كلمات على الورق الى نبض حار متدفق ومؤثر ، حيث جاء ذلك بأسلوب بسيط ومتمكن في الأداء يعتمد اللمحة بدلاً من الكلمة وعلى الحركة عوضاً عن الصراخ الزاعق .

صفحات التاريخ

دخل النجم الأسمر التاريخ يقلب بين صفحاته ، بحثا عن سيرة العظماء ، واستهواه هذا العالم الساحر، وتمني أن يعيش مائة عام ليجسد حياة زعماء مصر علي الشاشة ،وقد جاءته الفرصة فى البداية فى تجسيد حياة ” طه حسين ” عميد الأدب العربى فى فى مسلسل ” الأيام ” .. وقد عاوده الحنين إلى حلمه القديم ، وبالتحديد في عام 1997 حيث قدم فيلمه ” ناصر 56 ” الذي قال عنه : ” انه تسجيل تاريخي لمرحلة مهمة من حياتنا وانا سعيد رغم تجربتي في الفيلم وما عشته من عناء طوال عام ونصف العام هي فترة تصوير الفيلم وماتكبدته من مشقة الا انني سعيد بهذا العمل ” .. وقد حصل احمد زكي علي جائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم، ولم يكن ذلك من فراغ لكنه عاش بكل وجدانه مع الدور لدرجة أن احد ابناء الزعيم الراحل قال له : ” ابويا اللي في البيت والناس مش عارفاه هو اللي انت قدمته ” .. كانت هذه جائزة أخري نالها ، عوضته عن البقاء لفترة طويلة بدون عمل متفرغا لناصر ،وهو ما أعلنه ان ماتقاضاه في الفيلم لايساوي ربع اجره الذي يكفي مصاريفه الشخصية وانه لايعيش الا من عمله الفني .

لم تكن المغامرة بالمال فقط  .. كانت بروحه ايضا عندما كاد قلبه يتوقف اثناء تصوير مشهد ناصر في الجامع الازهر، ويقول عن هذا المشهد : ” شعرت بتلامس مع جهازي العصبي كله وشعرت به في قمة قوته وضعفه وخوفه علي بلده عندما لجأ للأزهر يستمد منه القوة .. أفخر بأنني قدمت الايام المائة التي اثرت في حياة ومصير مصر وقدمت شخصية زعيم اعتبره والدي وكنت مستعدا للتنازل عن اجري كاملا.. انني لن انسي عندما جاء ناصر للشرقية وصعدت علي “عمود النور ” وانا تلميذ في المدرسة لأصافح يد عبدالناصر وحدثت المعجزة بالنسبة لي وصافحته .. ولم يفارقني هذا المشهد طوال تصويري للفيلم “.

أيام السادات

لست ناصريا ولاساداتيا ، انا فنان عربي لاعلاقة لي بشيوخ السياسة وتخليص الحسابات لن أنتمي لحزب سوي وطني.. كان هذا هو رد احمد زكي علي كل الهجوم الذي واجهه بعد أن قرر دخول تجربة جديدة مع السادات هذه المرة وهو ما فتح عليه طاقة نقد جديدة ، فالبعض أخذ عليه أن يقدم ناصر ثم السادات .. نظرة ضيقة تجاوزها احمد زكي قائلا : ” لكل زعيم من زعمائنا اعماله العظيمة وله هناته ،ورغم ذلك لانستطيع ان ننسي عبدالناصر الذي نقلنا من الملكية للجمهورية والسد العالي ،ولا السادات الذى رفع رؤوسنا وسط العالم وعبرنا معه وانتصرنا علي اسرائيل .. وهناك من يريد ان يدخلني في أيديولوجيات وسياسات والمسألة بعيدة كل البعد عن ذلك،انا اريد ان اقدم شخصية السادات رجل جاء في تاريخ مصر ، قاد معركة الحرب .. والسادات مرحلة كان هو بطلها بايجابياته وانجازاته وسلبياته لماذا لانرصد ذلك فالسادات شخصية مثيرة للفنان وهناك متعة كبيرة عندما اقترب من هذه الشخصية .. سوف أنتج الفيلم حتي لو خسرت اخر مليم في جيبي لأبدأ من جديد“.

حليم

 لم يكن ممكنا تجاهل ” عبد الحليم حافظ ” زعيم الغناء في رحلة احمد زكي معالزعماء ، وكعادته عاش الحلم لسنوات ،وقرر ان يتحول عندليب التمثيل اليعندليب الغناء.. وبروح المحب العاشق اتفق معالراحل عبدالسلام امين ليكتب سيناريو الفيلم الجديد والذي اشتراه منه وذهب بهالي صديق  العندليب ” مجدي العمروسي “ليعقد معه اتفاقا ، فهو مستعد لانتاج الفيلمبأي صورة حتي لو وصل الامر ان يقوم بالدور بدون اي مقابل .. وانه مستعد لانقاص 30كيلو جراما من وزنه وكانت دهشة العمروسي عندما شاهد شريط فيديومسجلا لأحمد زكي وهو يمثل دور عبدالحليم ويغني بعض أغانيه أمام مجموعة من زملائه الفنانين ومنبينهم محمود عبدالعزيز.. وعندما لاحظ دهشة العمروسي قال له : ” دي بروفة من اللي ممكن نعمله ” .
كانمن الممكن ان يقدم علي انتاج الفيلم لولا ماعاناه في انتاج ” أيام السادات ” ،  وظل المشروع يتأرجح بين التنفيذ والتجميد الي انعثر النجم الاسمر عليالمنتج وبدأ تصوير الفيلم في أصعب ظروف صحية يواجهها فنان .

اعتبر حماسه لتجسيد فيلم حليم له أسباب شخصية، ومنها التشابه بينهما في الإصابة بمرض البلهارسيا وموت أبويهما ، وقد أصر أن يتم تصويره في المستشفى على سرير المرض حتى تتم الاستفادة بها في المشهد الأخير في حياة عبدالحليم حافظ، ولم يكن هذا المشهد هو المشهد الأخير في حياة حليم فقط بل في حياة أحمد زكي… الذي كان يشبهه في كثير من جوانب حياته ، فقد ولدا في نفس المحافظة  ..الشرقية  .

الدوبلير

كان الفتى الأسمر يرفض أن يقوم عنه دوبلير بديل لأداء الأدوار ذات الطبيعة الخطرة ، ففي فيلم ” عيون لا تنام ” حمل أنبوبة غاز مشتعلة،وألقى بنفسه من سيارة مسرعة في فيلم ” طائر على الطريق ” ، وأكل علقة ساخنة حقيقية في فيلم ” العوامة 70 “.

كان يعتقد أن عدمإستخدام دوبلير يعطي الفنان قدرة وتدريباً أكثر ،فقد نام في ” ثلاجة الموتى ” بعد أن أسلمنفسه للماكيير الذي كسا أو دهن وجهه بزرقة الموت والجروح الدامية كما إقتضى دوره في فيلم “موعد على العشاء”،وقد بقى في “الثلاجة” إلى أن دخلت عليه بطلة الفيلم  سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف عليه بعد أنصدمه زوجها السابق بسيارته .. وقد أعيد تصويرالمشهد ، الذي إستلزم إقفال الثلاجةعلى أحمد زكى ، عدة مرات حتى لا تأتي اللقطة التي لاتستغرق أكثر من بضع ثوان من وقت الفيلم مقنعة للمتفرج .. ويحكى النجم الكبير فىاحد الحوارات الصحفية عن تجربته داخل الثلاجة، فيقول : “أحسستبأن أعصابي كلها تنسحب وكأنما توقفت دقات قلبي وأنا أحاولتمثيل لقطة الموت .. وقد ضغطت على قدمي بشدة لأنبه أعصابي وأنذرها”  .
 وقد أصر في فيلم ” طائرعلى الطريق ” على تعلم السباحة عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بدوبليرفي مشهد السباحة  باعتباره لا يعرف السباحة، خصوصاً عندما علم منه بأنالتصوير سيبدأ بعد شهر ونصف ، فقد إختفى حوالي أسبوعين ، وعندما عادقال لمحمد خان مازحاً : تحب أعدي المانش !! .. فرد عليه : إزاي ؟  .. قال : أنا عازمك علىالغذاء بجوار حمام السباحة .. وأثناء جلوسهما هناك ، ذهب أحمد زكي الى غرفة الملابس، وإرتدى المايوه ، ثم حيا المخرج خان .. وقفز في حمام السباحة وقام بعبوره عدة مرات بحركات فنية .. وعندما خرج من الماء قال لمحمد خان” : لقد ظللت أتدرب هنا 15 يوماً على يد المدرب “.

الشخصيات الرمادية

نجح الفتى الأسمر فى التنقلبين الأدوار، حتى لو لم تكن هناك قواسمأساسية مشتركة بينها ، فهو الفلاح الساذج في فيلم ” البريء ” ، ومقتنص الفرص الهائمعلى وجهه في فيلم ” أحلام هند وكاميليا ” ، وإبن الحى الذي قد يهوى إنما يحجم ويخجل فيفيلم ” كابوريا ” ، كما هو ضابط أمن الدولة القاسي الذي يفهم حب الوطن على طريقته فقطفي فيلم ” زوجة رجل مهم “..  وأهم ما ميز معظم تلك الشخصيات أنها كانت رمادية.. يقول أحمد زكى  : ” كل دور ذوشخصية مختلفة .. شخصيات اليوم غالباً رمادية ، ليست بيضاءوليست سوداء .. ليست خيرة تماماً وليست شريرة تماماً ، وما على الممثل سوى ملاحظةالحياة التي من حوله حتى يفهم أن عليه أن يجهد ويجتهد كثيراً في سبيل الفهم.. الشخصيات التي أديتها في السينماحزينة ، ظريفة ، محبطة ، حالمة ، متأملة.. تعاطفت معكل الأدوار ، غير أنني أعتز بشخصية إسماعيل في فيلم عيون لاتنام، فيها أربع نقلات فيالإحساس .. في البداية الولد عدواني جداً كريه جداً ، وعندما يشعر بالحب يصبحطفلاً .. الطفولة تجتاح نظرته الى العالم والى الآخرين .. لأول مرة الحب ، وهاهو يبتسمكما الأطفال ، ثم يعود يتوحش من أجل المال ، ثم يحاول التبرئة ، ثم يفقد صوابه ..كلها نقلات تقتضي عناية خاصة بالأداء . في عيون لاتنام جملة أتعبتني جداً ،جعلتني أحوم في الديكور وأحرق علبة سجائر بأكملها .. مديحة كامل تسأل: إنت بتحبني ياإسماعيل ؟ فكيف يجيب هذا الولد الميكانيكي الذي يجهل معنى الحب ، وأي شيء عنه ؟ .. يجيبها : أنا ما عرفش إيههو الحب ، لكن إذا كان الحب هو أني أكون عايزأشوفك باستمرار ، ولما بشوفك ما يبقاش فيه غيرك في الدنيا ، وعايزك ليّه أنا بس .. يبقى بحبك ..  سطران ورحت أدور حول الديكور خمس مرات ..عشر .. لحظة يبوح إبن آدم بحبه ، لحظة نقيةجداً  لابد أن تطلع من القلب .. إذا لم تكنمن القلب فلن تصل  .. واحدميكانيكي يعبر عن الحب ، ليس توفيق الحكيم وليس طالباً في الجامعة ، وإنما ميكانيكي يعيش لحظةحب .. هذه اللحظة أصعب لقطة في الفيلم ”  .
 تألق أحمد زكي فيشخصيات من الطبقة الفقيرة ، وراح في كل مرة يقدموجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل ، وإحتفظ بميزة التعبير عن الإنسان ذي المرجعالشعبي .. وهويفسر ذلك بالقول : ” تغيرت السينما كثيراًعما كانت عليه وزادتالشخصيات تعقيداً .. السينما الواقعية اليوم ليست تلك التي تنزل فيها الكاميرا الىالشارع فقط ، بل أيضاً تلك التي تتحدث عن إنسان الحاضر بكل مشاكله وأفكاره ودواخله ”  .

ويحدد النجمالكبيرالمطلوب من السينما الآن ، فيقول : ” اليوم علينا معالجة الإنسان ..أنا لا أجيد الفلسفة ولا العلومالعويصة .. أنا رجل بسيط جداً لديه أحاسيس يريد التعبير عنها.. لسترجل مذهب سياسي ولا غيره ، أنا إنسان ممثل يبحث عن وسائل للتعبير عن الإنسان.. الإنسان في هذا العصر يعيش وسط عواصف من الماديات الجنونية ، والسينما في بلادنا تظل تتطرق إليه بسطحية .

هدفي هو إبن آدم ،تشريحه ، السير ورائه ، ملاحقته ، الكشف عما وراء الكلمات ، ماهو خلف الحوار المباشر .. الإنسان ومتناقضاته ، أي إنسان  إذاحلل بعمق يشبهني ويشبهك ويشبه غيرنا .. المعاناة هي واحدة .. الطبقات والثقافات عناصر مهمة، لكن الجوهر واحد .. الجنون موحد .. حروب وأسلحة وألم وخوف ودمار ، كتلة غربيةوكتلة شرقية ، العالم كله غارق في العنف نفسه والقلق ذاته. والإنسانهو المطحون . ليس هناك ثورة حقيقية في أي مكان من العالم .. هناك غباء عام وإنسان مطحون ”  .

صائد الجوائز

الأوسمة والجوائز كانت رفيقا لمشواره ، فقد حصد سلسلة يصعب تكرارها من التكريمات والجوائز مع اى ممثل اخر ، وصار من النادر أن يشارك أحمد زكي في عمل دون أن يخرج بجائزة ، حتي إنه حصل علي لقب ” صائد الجوائز ” ، وقالوا انه يوقع عقدا علي الجائزة مع التوقيع علي عقد أي فيلم يشارك فيه؟؟

كانت أولي جوائزه في دنيا التمثيل من الدولة ، ممثلة في الرئيس الراحل أنور السادات ، عن دوره في فيلم العمر لحظة ،وقد كرمته الدولة مرة أخري عن دوره في فيلم وراء الشمس لمحمد راضي أيضا وتسلمها أحمد زكي هذه المرة من الوزير الراحل عبدالحميد رضوان، وبعدها حصل علي جائزة جديدة عام 1978 ايضا من وزارة الثقافة عن دوره في فيلم ‘شفيقة ومتولي’ للمخرج علي بدرخان.. ومن الدولة أيضا وعبر وزارة الثقافة حصل علي جائزته الرابعة في عالم الأدوار الثانية.

جوائز البطولة

في عام 1981دخل أحمد زكي عالم البطولة المطلقة بعدة أفلام فكان علي موعد مع الجوائز كبطل سينمائي وأولها مع فيلم ‘طائر علي الطريق’ الذي تقاسم فيه جائزة أحسن ممثل من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما وحصل وقتها النجم نور الشريف علي نفس الجائزة بفيلم ‘أهل القمة’ .. وبعدها بعام حصل منفردا علي جائزة أحسن ممثل من جمعية الفيلم عن دوره في فيلم ‘عيون لاتنام’ وعاد ليبتسم مرة اخري امام كاميرات التليفزيون والصحافة عندما حصل علي جائزة أحسن ممثل عام 1983 من جمعية الفيلم عن دوره في الفيلم التليفزيوني ‘أنا لا أكذب ولكني أتجمل‘.

وفى عام 1984 ، بدأ اصطياد الجوائز في مجال آخر هو التليفزيون الذي حصدمن خلاله جوائز كثيرة بدأها بجوائز التقدير عن دوره في مسلسل’الأيام’ثم جائزة اخري عن مسلسل ‘هو وهي’ الذي اخرجه يحييالعلمي .. وشارك فيه السندريللا سعاد حسني كما حصل من وزارة الاعلام علي جائزةأفضل ممثل عن الفيلم التليفزيوني ‘أنا لا أكذب ولكني أتجمل’..وذلكقبل أن يعود الي عالم السينما الذي برع فيه وحقق من خلاله أهم الجوائز فجاء عام 1987 ليحصد زكيجوائز الأفضل من جمعية السينما عن فيلم ‘البريء’.

أما مهرجان دمشق السينمائي الدولي، فقد منحه جائزة أحسن ممثل عام 1987 عن دوره المميز في فيلم ‘زوجة رجل مهمالذي حصل من خلاله أيضا علي جائزة أحسن ممثل من جمعية الفيلم وهي الجهة التي كانت تمنح الجوائز للإبداع السينمائي بعد أن توقفت وزارة الثقافة عن منح هذه الجائزة قبل ان تعود اليها مرة اخري عام 90.

ونال جائزة أحسن ممثلعام 1989 من مهرجان الاسكندرية السينمائيالدولي عن دوره في فيلم ‘امرأة واحدة لاتكفي’ وهي الجائزة التي سببت جدلا عندماانصرف أحمد زكي قبل توزيعها بساعات وقيل ان لجنة التحكيم بالمهرجان انزعجت من ذلك وان ادارة المهرجان منحت زكي الجائزة لأنه غضب وهو مالم يحدث بدليل انه قبلهابعام نال جائزة دمشق ولم يحضر لاستلامها.. وفاز مرة اخري بجائزةالاسكندرية عن فيلم ‘سواق الهانم’ وحصل من مهرجان القاهرة علي جوائز الأفضل في التمثيل عن فيلم’كابوريا’ عام 1990 .
وفازبجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم ‘ضد الحكومة’من مهرجان قرطاج عام 1992.
كماحصل عام 1992 علي جائزة أفضل ممثل عربي في الاستفتاء الذي اجرته اذاعة ‘بي ­بي­ سي’البريطانية وعندما عادت جائزة وزارة الثقافة من خلال المهرجان القومي للسينما حصل زكي علي جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلمالهروب.. وبعدها حصل علي الجائزة ثلاث مرات آخرها بفيلم ‘اضحك الصورة تطلع حلوة’.

استمر النجم أحمد زكي يحصدالجوائز مع كل اطلالة على شاشة السينما.. وبدأ زكي عهدا جديدا بتكريمات الجهاتالرسمية والدول فقد تم تكريمه في بدايةالتسعينيات في تونس حيث حصل علي وسام الفنون والثقافة من وزير الثقافة اثناء مهرجانقرطاج.
وتمتكريمه في مهرجان القاهرة للاذاعة والتليفزيون التاسعوفي مهرجان الاسكندرية و حصل علي تكريم اكاديمية الفنون وقبله علي تكريم اخر من قرطاج في بداية الألفية الجديدة.. وبعد ان قدم فيلم ‘السادات’ حصل علي أعلي وسام في حياتهمن الرئيس المصريمحمد حسني مبارك وهو وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولي  ..وفاز زكي عام 1998 بجائزة أحسن ممثل من مهرجان السينما العربية بباريس عن دوره في فيلم هيستريا وتم تكريمه هناك… وفي الصين حصل علي جائزة أحسن ممثل في مهرجان شنغهاي الدولي الرابع عام 1999 عن دوره في فيلم ‘اضحك الصورة تطلع حلوة’ .. وحصل علي جائزة أحسن ممثل من مهرجانتبسة الجزائري عن دوره في ‘أرض الخوف ” ثم عاد ليفوز بجائزة احسن ممثل عن نفسا لفيلم ‘أرض الخوف’ من مهرجان الرباط السينمائي .. وفاز بجائزة افضل ممثل عن فيلم’معالي الوزير’ في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهي آخر جوائزه الفنية .

امرأة واحدة تكفى !

لعبت المرأة دورا هامشيا في حياة أحمد زكي ، فقد عاني كما ذكرنا مرارة الحرمان المبكر من أحضان والدته لزواجها بعد وفاة والده .. وقد تسبب اليتم المبكر الذي عاشه أحمد زكي في بحثه عن امرأة بمواصفات خاصة امرأة مختلفة تستوعب همومه وأحلامه وتعوضه عن غياب الام  .

في أحد الايام قرأأحمد زكي خبرا تحت عنوان ” أمنيتي ”  وصورة لهالة فؤاد وتحت أمنيتي قالت”أنا كان نفسي أدخل كلية الاعلام لكي اصبح مذيعة في التليفزيون”.
وكان وقتها أحمد زكي قد بدأ التمثيل مع هالة فؤاد ويعرفها عن قرب فوجد فيها ملامح من المرأة التي كان يحلم بها وتوسم فيها انها ستكون زوجة رائعة فقد كانت قد انهت لتوها دراستها في كلية التجارة.

كانت مشاعر الحب قد بدأت في التسلل الي قلب أحمد زكي وبحث عن طريقة يفاتح به فتاة أحلامه .

وفي أحد الايام تحدث مع هالة فؤاد وقال لها : ” مارأيك في أن تصبحي مذيعة في التليفزيون خاصة أن شكلك محبب الي الناس وتستطيعين أن تقدمي برامج تليفزيونية ناجحة ليس لأن الفن مجال سييء أو لانني ارفض عملك بالتمثيل ولكن لانني اريد في الوقت نفسه أن اكون أسرة وانجب أطفالا كثيرين، فقد حرمت من جو الاسرة واريد تعويض سنوات الحرمان الطويلة “.. قال ذلك ممثل في الحقل السينمائي وكان يرى زميلاته الممثلات يعملن كثيرا ليلا ونهارا حسب ظروف العمل .

عرض علي هالة فؤاد أن يحقق لها هذه الامنية وتكون مذيعة ناجحة وأنه سيساعدها علي تحقيق أمنيتها .. ويومها وافقت هالة علي الفور .. وتم الزفاف وبدأ أحمد زكي يحلم بالمستقبل وانجاب الاطفال.. ولم تسعه الفرحة عندما اخبرته ” هالة ” بقرب قدوم ولي العهد

لكن تأتي الرياح بمالا تشتهي السفن ، فقد حدث أثناء فترة الحمل أن كتبت احدي المجلات الاسبوعية علي لسان هالة أنها ستعود للفن بعد انتهاء فترة الحمل وانجاب طفلها ، ويومها قرأ أحمد زكي الخبر وجن جنونه وواجهها بهذا الخبر وأصبح في حالة عصبية وبدأت الخلافات الصغيرة تكبر ولم يستطع المحيطون بهما أن يمنعوها وأصبحت هالة فؤاد حائرة بين حبها للفن وحبها لأحمد زكي ،وكان الانفصال بينهما وضاع الحلم بعد زواج لم يستمرسوي عام وعدة أشهر فقط .

بعد انجابها لابنها الوحيد ‘هيثم’ شاركت هالة في بطولة فوازير رمضان مع صابرين ويحيي الفخراني ، ثم تزوجت بعدخمس سنوات وظل هيثم يعيش معها ،وحي نمرضت لم يكن يعرف أحمد زكي كيف يتصرف وماذا يمكن أن يقدم لها ،وقيل يومها ان هناك دواء في امريكا فسعي للبحث عنه ولكن كان مقيدا لانها سيدة متزوجة وكان الموقف حساسا لكنه ذهب اليها في المستشفي وحين سمع خبر وفاتها وقع أثنا ءالتصوير حزنا علي انسانة أحبها من كل قلبه .. والمثير أن يصاب أحمد زكي بعد رحيل هالة فؤاد بسنوات بنفس المرض الذي عانت منه ويعيش نفس الآلام التي عاشتها.

تجربة “اليتم” التي عاشها حرص بعد انفصاله عن هالة الا يعيشها ابنه “هيثم”، وقال : ” انا عايز اعطي لابني الحنان الذي افتقدته.. المسألة مش مجرد تدليل ودلع  .. وتحدث أحمد زكي كثيرا عن شعوره بالوحدة قائلا: ” أنا عندي شقتي في المهندسين لكنني تركتها لاعيش في فندق لانني كنت اعود لشقتي فأجدها بلا روح، لكن في الفندق يمكن أن أجد ابتسامة أو وردة في استقبالي أو قطعة شيكولاته ..قد يقول البعض هذه الاشياءيمكن أن تعملها في بيتك لكنني لم اجد الدفء فيه فالدفء يأتي من الاسرة وأنا بلا أسرة”.

مشهد النهاية

جاء مشهد النهاية في حياة الفنان أحمد زكي  ، عندما اكتشف إصابته بمرض السرطان في الرئة العام 2004 وبدأ علاجه في مصر، ثم انتقل إلى باريس حيث طلب منه الاستمرار بالعلاج الكيماوي ،وبعد عودته ساهم في علاجه فريق طبي صيني في مستشفى دار الفؤاد.
وتعرض أحمد زكي خلال قيامه بتصوير فيلم ” حليم” إلى جلطة في أوردة الركبة والساقين إلا أنه كان يعود لاستكمال التصوير الذي أنهى منه ما يقرب 90 في المئة من المشاهد التي يتضمنها الفيلم باستثناء مشهد الوفاة ، وكانت الشركة المنتجة ، أقامت حفلا كبيرا بمناسبة بداية تصوير الفيلم «رسائل البحر» لداود عبدالسيد قبل فيلم «حليم» لكن الطبيب الفرنسي المعالج نصح أحمد زكي بعدم القيام بذلك لأن الفيلم يتضمن مشاهد مرهقة.
وقد نال الفنان الكبير – فور الأعلان عن تعرضه لأزمة صحية – اهتمام غير عادى من جماهيره فى شتى بقاع الأرض ، ففي الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان الماضي وصل إلى غرفته في الفندق الذي كان يقيم به النجم الكبير 15 ألف رسالة تهنئة، و250 سبحة، و80 سجادة صلاة، و400 مصحف شريف، و200 لتر ماء زمزم، و54 علبة بخور عود، و600 عود سواك.

وطبقا للتقرير الصادرعن منظومة FCS الإلكترونية التي تدير كافة أعمال النزلاء في الفندق آليا، تلقى أحمد زكي 15 ألف رسالة تهنئة بقدوم شهر رمضان، منها 8 آلاف تهنئة إلكترونية على بريده الإلكتروني في الفندق من أنحاء العالم العربي، ومنجاليات عربية في نيجيريا واليونان وجنوب أفريقيا وتايلاند وأوزبكستان وطاجيكستان والهند وهونج كونج وماليزيا والبرازيل والأرجنتين.

كما تلقى عشرات الآلاف من باقات الزهور وملايين الرسائل التي حملت خليطا من الدعوات بالشفاء،ووصفات علاج بالطب التقليدي والشعبي ، وقصائد شعر، واطمئنان على صحته.

وقد دخل أحمد زكي المستشفى .. فيحالة صحية حرجة نتيجة لمضاعفات الورم السرطاني في صدره وانتشاره إلى الكبد والغدد الليمفاوية في البطن، ومعاناته من استسقاء بروتيني واصابته بالتهاب رئوي وضيق حاد في الشعب الهوائية.

وكان من المقرر وصول الطبيب الفرنسي لمتابعة حالة أحمد زكي ، وذلك بعد أن أصيب بغيبوبة عميقة لم يفق منها، وأظهرت التحاليل وصول المرض الخطير إلى المخ،وحاول الأطباء بكل ما في وسعهم لكي تمر اللحظات الأخيرة في حياة الفنان من دون ألم، وكانتتلك الغيبوبة العميقة التي أصيب بها جاءت له أثناء تجوله بالكرسي المتحرك في حديقة المستشفى الذي يعالج فيه حتى توفي ظهر يوم الأحد 27 مارس العام 2005.

….

أفلام

صانع النجوم

بدور

أبناء الصمت

العمر لحظة

وراء الشمس

شفيقة ومتولي

عيون لا تنام

الباطنية

إسكندرية ليه

الأقدار الدامية

موعد على العشاء

طائر على الطريق

المدمن

الاحتياط واجب

العوامة رقم 70

الليلة الموعودة

الراقصة والطبال

درب الهوى

النمر الأسود

التخشيبة

البرنس

شادر السمك

البداية

سعد اليتيم

البيه البواب

الحب فوق هضبة الهرم

البريء

أحلام هند وكاميليا

زوجة رجل مهم

أربعة في مهمة رسمية

الإمبراطور

ولاد الإيه

الدرجة الثالثة

كابوريا

امرأة واحدة لا تكفي

البيضة والحجر

المخطوفة

الهروب

الراعي والنساء

ضد الحكومة

الباشا

مستر كاراتيه

سواق الهانم

إستاكوزا

الرجل الثالث

ناصر 56

نزوة

حسن اللول

البطل

هستيريا

أرض الخوف

إضحك الصورة تطلع حلوة

أيام السادات

معالي الوزير

حليم

مسرحيات

هالو شلبى

مدرسة المشاغبين

العيال كبرت

المسلسلات

الأيام

الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين

هو وهى

المسلسلات الاذاعية

دموع صاحبة الجلالة

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق