شهرية ..مستقلة

سيف بن هاشل المسكري: الأمن القومى الحقيقى يبدأ من الداخل

0

 

لعل أهم ما كشفت عنه القمة العربية الأخيرة المنعقدة في الظهران بالمملكة العربية السعودية هو الاعتراف الصريح بالمخاطر المحدقة بمنظومة الامن القومي العربي،حيث عكست معظم الكلمات التي وردت على لسان القادة العرب حجم هذه المخاطر،لكنها لم تتعرض لتفاصيل أبعادها وكيفية التعامل معها من خلال أليات واضحة ومحددة؟

ومن هنا..كان لابد من البحث عن “مهددات الامن القومي العربي” ومكامنها..وما اذا كان لدينا من الوقت ما يكفي للتعامل الإيجابي مع تلك المهددات أم أننا أصبحنا في موقف حرج يصعب التعاطي معه بالاساليب التقليدية وأليات العمل العربي المشترك المعتادة،والتي يبدو واضحا أنها أبطأ بكثير من تسارع الاحداث الجسام من حولنا؟

ولأن القضية التي نحن بصددها ترتبط ارتباطا وثيقا بدول الخليج العربية باعتبارها من بين المحاور الرئيسية التي تدور من حولها الصراعات،والتي تحيط بها المخاطر سواء كانت داخلية أو إقليمية،وجدنا من المناسب أن نستثمر وجود شخصية خليجية معتبرة في زيارة قصيرة للقاهرة كان يوما في موقع سياسي واعلامي وأمني وعسكري كاشف لما جرى عند مفصل تاريخي غاية في الأهمية باعتباره مدخلا لحالة الانهيار والتصدع التي تعاني منها منظومة الامن القومي العربي منذ أكثر من ربع قرن.

الشيخ سيف بن هاشل المسكري – سفير عماني سابق – كان أمينا عاما مساعدا لمجلس التعاون الخليجي للشئون السياسية،وهو المنصب الذي ينضوي تحت عباءته الشئون العسكرية والأمنية والإعلامية أيضا،وذلك منذ العام 1987م من القرن الماضي حين كانت رحى الحرب العراقية الإيرانية لاتزال دائرة في ذروة عنفوانها،وهي التي عرفت لاحقا بحرب الخليج “الأولى” لأنها بالطبع لم تكن الأخيرة،فما أن وضعت أوزارها حتى باغتت الجميع كارثة الغزو العراقي للكويت،وتوالت الحروب تباعا..فكانت حرب الخليج الثانية المعروفة بحرب “تحرير الكويت”..ثم الحرب الثالثة التي أصبح مفهوما الأن بأن اسمها الحقيقي هو حرب “تدمير العراق” حيث خرج المارد من القمقم..مارد المذهبية والطائفية والعرقية والمناطقية التي جعلت من الخارطة العربية المعروفة لدينا منذ الطفولة خطوطا من الماضي،ووضعتنا أمام واقع جديد من السيولة يتمثل في استراتيجية معلنة واضحة المعالم أمام الكافة اسمها “الفوضى الخلاقة”..استراتيجية الفك والتركيب.. ؟؟

كان المسكري في قلب الاحداث التاريخية المفصلية التي شهدتها نهايات ثمانينات القرن الماضي وبدايات تسعيناته..وهو الذي يمكن تسميته بحامل “الصندوق الأسود” لمجلس التعاون الخليجي..لديه مخزونا هائلا من الاسرار التي يصعب البوح بها دفعة واحدة تحسبا لظرف الزمان الذي يبدو أنه غير ملائم لفتح الصندوق عن أخره؟

تابعوا الحوار في موضوعات لاحقة

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق