شهرية ..مستقلة

فوائد الرياضة البدنية تشمل الجهاز المناعي و مقاومة آثار الشيخوخة

دكتور ضاحي النجار

0

الرياضة

لا تقتصر فوائد الرياضة البدنية على تقوية العضلات وتنشيط اعضاء الجسم والدورة الدموية فقط، بل تمتد آثارها الإيجابية لتشمل الجهاز المناعي والصحة النفسية والقدرة الذاتية على مقاومة الآثار السلبية للشيخوخة وتأخير ظهور معالمها.

والرياضة المطلوبة هي الرياضة النشطة المكثفة بحيث يمارسها الانسان خمس او ست مرات في الاسبوع لمدة ساعة في المتوسط يومياً  ليشعر بالنشاط مع القدرة على التحمل، كما ينبغي عدم الاقلال من الانشطة الرياضية، وانما المحافظة الجادة عليها والانتظام في أدائها، واعطائها حقها الكافي ،فقد أشارت الأبحاث والتجارب الأخيرة إلى أن الانتظام في الرياضة يمنع تدهور التيلوميريس Telomeres ويحافظ على حيويتها.

القدر..والمكتوب

الشيخوخة طريق متصل بمرحلة الشباب، فكما يقول الدكتور بهاء السكرى – استاذ علم وظائف الأعضاء بطب الأزهر- أن الحياة طريق واحد متصل، لا تتغير معالمه فجأة، بل يتدرج ارتفاعاً وانخفاضاً وضيقاً واتساعاً على مر السنين، فقد يلاحظ الإنسان تغيراً قد ألم به، بينما يدرك من يراه ويراقبه عن بعد أو من يلاقيه فجأة بعد مضى فترة من عمره أن هناك شيئاً ما قد تناولته الأيام والليالى بالتغير والتبديل.

بهاء السكرى ينظر إلى الإنسان كمخلوق ربانى فكما خلقه المولى عز وجل كان من خلية واحدة نشأت من خلال اندماج بويضة من الأم وحيوان منوى من الأب . وبعد تكاثرها وانقسامها داخل رحم الأم تبدأ عملية التميز والتباين فى الخلايا.. لتبدأ مرحلة تكوين أعضاء جسد الإنسان المختلفة من عظام واحشاء وعضلات وعظام وجلد وحواس.

وعلى الرغم من تزايد عدد خلايا الجسم أثناء النمو داخل الرحم ألا أن كل خلية من خلاياه تحمل الصفات الوراثية الأساسية التى احتوتها الخلية الأولى التى بدأت منها رحلة الانقسام الطويلة، وهذا الميراث مشاركة بين الأب والأم بنسبة 50% لكل منهما..

الملفت للنظر أن الخلية الأولى تمتلك فى نواتها الأولى – والتى تعتبر بمثابة عقلها المفكر- خريطة مفصلة للصفات التى ستحملها كل خلية من خلايا الكائن الجديد..فعندما تبدأ الخلية الأولى فى الأنقسام تحمل كل خلية جديدة نسخة مطابقة تماماً للخريطة الأولى، وبالتالى تحتفظ الخلايا جميعها بالصفات الوراثية الأساسية التى تجعل لكل إنسان شخصيته المتفردة والمتميزة، والتى لا يتشابه فيها أى مخلوق مع مخلوق آخر.. إلا فى حالة التوأم الذى نشأ من انقسام الخلية الأولى نفسها..

يضيف د. بهاء أنه من المذهل حقاً أن لهذه الخريطة الأولى الموروثة من الأب والأم الأثر البالغ على الإنسان ليس فقط فى تحديد طوله ووزنه ولون جلده وشعره وعينيه وشكل أنفه وأذنيه وفمه واصابع يديه وقدميه.. بل أيضا فى تحديد كيمياء جسمه وسرعة التفاعلات ومعدلاتها داخل خلاياه وانسجته، ويحتشد هذا التأثير ليشمل عمر هذه الخلايا واحتمالات المرض وبالتالى عمر الإنسان؟..فالعمر – أعنى عمر الإنسان – إذن قدر مكتوب لا دخل للإنسان فيه.. كما أنه ليس له دخل فى اختيار ميراثه الذى تلقاه من أمه وأبيه…

د.بهاء يشير إلى وجود ساعة بيولوجية بالإنسان تسمى الساعة الخلوية توجد فى كل نواه بالخلية تبدأ بالعلم مع أولى لحظات بدء حياتها،وهو يؤكد أن الخلية الجسدية تتلف حيث تتأثر خلايا الجسم بتغييرات الوسط المحيط بها.. لكن الجسم يبذل جهدا كبير فى المحاولة من أجل بقاء الخلية فى وضع المحافظة على ثبات الوسط الداخلى المحيط بالخلايا بحيث لا تمثل وظائفها .. لكن الإنسان ككل يتأثر بتغيير الوسط الخارجى المحيط به.. فيظل يكافح جاهداً من أجل توقى ما يحيط به من أخطار تأتيه من الخارج قدر ما يكدح من أجل الحفاظ على ثبات واستقرار جسمه الداخلى.

وهو يؤكد أن توقف رد فعل خلايا الجسم البشرى يتوقف على مقدار ما تتعرض له من تغييرات ومؤثرات ،فإذا كان التغير جسيما تعرضت الخلايا للتلف والموت، وإذا كان التغير أقل فى وظائفها وبعد زوال المؤثر قد تعود الخلايا إلى حالتها الطبيعية وقد لا تعود.

وعلى مر الزمن.. يحدث تغيير وتأثير للخلية ينبع من عوامل خارجية بالدرجة الأولى، ومنها نقص الطاقة،وعندما تقل مصادر الطاقة التى تغذي الخلايا أو عندما تبذل جهداً أكبر من الطاقة المتاحة لها حيث من الضروري حصول هذه الخلايا على الطاقة – مثل الجلوكوز والأحماض الأمينية والدهنية – لكن تدريجيا يقل وصول هذه المواد للخلايا عن طريق الدم..!

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق